للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليك وعلى بني أبيك لفعلت الذي تقول، وأقررت عينك بها، لما أرى من شكرك ووجدك بي ونصيحتك لي.

ثم إن أبا طالب دعا بني عبد المطلب فقال: لن تزالوا بخير ما سمعتم من محمد وما اتبعتم أمره فاتبعوه وأعينوه ترشدوا، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: أتأمرهم بها وتدعها لنفسك؟ فقال أبو طالب: أما لو أنك سألتني الكلمة وأنا صحيح لتابعتك على الذي تقول، ولكني أكره أن أجزع عند الموت فترى قريش أني أخذتها جزعاً ورددتها في صحتي.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا ابن جريح وسفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي سعيد أو عن ابن عمر قال: نزلت: إنك لا تهدي من أحببت؛ في أبي طالب.

قال: أخبرنا محمد بن عمر، حدثني الثوري عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عباس في قوله: وهم ينهون عنه وينأون عنه؛ قال: نزلت في أبي طالب ينهى عن أذى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن يؤذي وينأى أن يدخل في الإسلام.

قال: وأخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني معاوية بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه عن جده عن علي قال: أخبرت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بموت أبي طالب فبكى ثم قال: اذهب فاغسله وكفنه وواره، غفر الله له ورحمه! قال: ففعلت ما قال، وجعل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يستغفر له أياماً، ولا يخرج من بيته حتى نزل عليه جبريل، عليه السلام، بهذه الآية: ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى؛ قال علي: وأمرني رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فاغتسلت.

قال: أخبرنا سفيان بن عيينة عن عمرو قال: لما مات أبو طالب

<<  <  ج: ص:  >  >>