طعاما فيطعموا، وقال عفان وسليمان: حتى يستخلفوا إنسانا. فلما رجعوا من الجنازة جيء بالطعام ووضعت الموائد فأمسك الناس عنها، قال يزيد: للحزن الذي هم فيه، فقال العباس بن عبد المطلب: أيها الناس إن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قد مات فأكلنا بعده وشربنا، ومات أبو بكر فأكلنا بعده وشربنا. قال عفان وسليمان: وإنه لا بد من الأجل فكلوا من هذا الطعام. ثم مد العباس يده فأكل، ومد الناس أيديهم فأكلوا، فعرفت قول عمر إنهم رؤوس الناس.
قال: أخبرنا المعلى بن أسد قال: حدثنا وهيب عن داود بن أبي هند عن عامر أن العباس تحفى عمر في بعض الأمر فقال له: يا أمير المؤمنين، أرأيت أن لو جاءك عم موسى مسلما ما كنت صانعا به؟ قال: كنت والله محسنا إليه، قال: فأنا عم محمد النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: وما رأيك يا أبا الفضل؟ فوالله لأبوك أحب إلي من أبي، قال: الله الله لأني كنت أعلم أنه أحب إلى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، من أبي فأنا أوثر حب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على حبي.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدثنا حماد بن سلمة عن علي ابن زيد عن الحسن قال: بقي في بيت مال عمر شيء بعدما قسم بين الناس فقال العباس لعمر وللناس: أرأيتم لو كان فيكم عم موسى أكنتم تكرمونه؟ قالوا: نعم، قال: فأنا أحق به، أنا عم نبيكم، صلى الله عليه وسلم. فكلم عمر الناس فأعطوه تلك البقية التي بقيت.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: حدثنا زهير بن معاوية عن ليث قال: حدثني مجاهد عن علي بن عبد الله بن عباس قال: أعتق العباس عند موته سبعين مملوكا.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا خالد بن القاسم البياضي قال: أخبرني شعبة مولى ابن عباس قال: سمعت ابن عباس يقول: