قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا أبو هلال قال: حدثنا غالب قال: حملت الحسن على حماري من المسجد إلى منزله فرأى ناسا يتبعونه فقال: ما يبقي هؤلاء من قلب رجل لولا أن المؤمن يرجع إلى نفسه فيعرفها.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا مرجى بن رجاء قال: حدثنا غالب قال: خرج الحسن مرة من المسجد وقد ذهب بحماره فأتى حماري فركبه، وكان حماري يتناول ساق صاحبه فخفته على الحسن فأخذت بلجامه، فقال: أحمارك هذا؟ فقلت: نعم، قال: وخلفه رجال يمشون؟ فقال: لا أبا لك! ما يبقي خفق نعال هؤلاء من قلب آدمي ضعيف، والله لولا أن يرجع المسلم، أو المؤمن شك مرجى، إلى نفسه فيعلم أن لا شيء عنده لكان هذا في فساد قلبه سريعا.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثنا يزيد بن حازم قال: سمعت الحسن يقول: إن خفق النعال خلف الرجال قل ما تلبث الحمقى.
قال: أخبرنا عمرو بن عاصم قال: حدثنا سلام بن مسكين قال: سمعت الحسن يقول: أهينوا هذه الدنيا فوالله لأهنأ ما تكون إذا أهنتموها.
قال: أخبرنا سليمان بن حرب قال: حدثنا أبو هلال قال: حدثنا غالب القطان قال: كنا نكون عند الحسن وعنده إياس بن معاوية ويزيد بن أبي مريم، قال: فكان الحسن إذا سئل عن المسألة يبدره إياس بالجواب، قال: ثم يسأل الحسن فنعرف فضل الحسن عليهم، قال: فسئل الحسن هل يجزى الصاع من العسل؟ فقال إياس: نعم، فقال الحسن: قد يجزى وقد لا يجزى، قد يكون الرجل رفيقا فيجزيه ويكون أخرق فلا يجزيه، قال: وكان فضل الحسن عليهم كفضل الباز على العصافير.