للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعليه برنس له يتلون فيه ألوانًا، فلما دنا منه خلع البرنس فوضعه، ثم أتاه فقال له: السلام عليك يا موسى. فقال له: من أنت؟ قال: أنا إبليس. قال: أنت فلا حياك الله، ما جاء بك؟ قال: جئت لأسلم عليك بمنزلتك من الله ومكانك منه. قال: فماذا الذي رأيت عليك؟ قال: به أخطف قلوب بني آدم. قال: فما الذي إذا صنعه الإنسان استحوذت عليه؟ قال: إذا أعجبته نفسه، واستكثر عمله، ونسي ذنوبه، وأحذرك ثلاثا: لا تخل بامرأة لا تحل لك، فإنه ما خلا رجل بامرأة لا تحل له إلا كنت صاحبه دون أصحابي حتى أفتنه بها، ولا تعاهد الله عهدًا إلا وفيت به، فإنه ما عاهد اللهَ أحدٌ عهدًا إلا كنت صاحبه دون أصحابي، حتى أحول بينه وبين الوفاء به. ولا تُخْرِجَنَّ صدقة إلا أمضيتها، فإنه ما أخرج رجل صدقة فلم يمضها إلا كنت صاحبه دون أصحابي حتى أحول بينه وبين الوفاء بها، ثم ولَّى وهو يقول: يا ويله! ثلاثا، علم موسى ما يحذر به بني آدم (١).

قال القرشي: وحدثني محمد بن إدريس، قال: نا أحمد بن يونس، قال: نا حسن بن صالح، قال: سمعت أن الشيطان قال للمرأة: أنت نصف جندي، وأنت سهمي الذي أرمي به فلا أخطئ، وأنت موضع سري، وأنت رسولي في حاجتي (٢).

قال القرشي: نا إسحاق بن إبراهيم، قال: حدثني هشام بن يوسف، قال: أخبرنا عقيل بن معقل بن أخي وهب بن منبه، قال: سمعت وهبا يقول: قال راهب للشيطان وبدا له: أي أخلاق بني آدم أعون لك عليهم؟ قال: الحدة، إن العبد إذا كان حديدا قلبناه كما يقلب الصبيان الكرة (٣).


(١) أخرجه ابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان (ص ٧١ رقم ٤٧).
(٢) أخرجه ابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان (ص ٥٩ رقم ٣٧).
(٣) أخرجه ابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان (ص ٥٩ رقم ٣٨).

<<  <   >  >>