للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: ولقي إبليس موسى، فقال: يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالته وكلمك تكليما، وأنا من خلق الله أذنبت وأنا أريد أن أتوب، فاشفع لي إلى ربي ﷿ أن يتوب علي، فدعا موسى ربه فقيل: يا موسى قد قضيت حاجتك، فلقي موسى إبليس فقال: قد أمرت أن تسجد لقبر آدم ويتاب عليك، فاستكبر وغضب وقال: لم أسجد له حيًّا أسجد له مَيْتًا! ثم قال إبليس: يا موسى إن لك علي حقا بما شفعت إلى ربك، فاذكرني عند ثلاث لا أهلك فيهن: اذكرني حين تغضب فإن وحيي في قلبك وعيني في عينك وأجري منك مجرى الدم، واذكرني حين تلقى الزحف فإني أَتي ابن آدم حين يلقى الزحف فأُذَكِّره ولده وزوجته وأهله حتى يولي، وإياك أن تجالس امرأة ليست بذات محرم فإني رسولها إليك ورسولك إليها (١).

قال القرشي: ونا أبو حفص الصفار، قال: نا جعفر بن سليمان، قال: نا شعبة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، قال: ما بعث الله نبيا إلا لم ييأس إبليس أن يهلكه بالنساء (٢).

قال القرشي: وحدثني القاسم بن هاشم، عن إبراهيم بن الأشعث، عن فضيل بن عياض، قال: حدثني بعض أشياخنا، أن إبليس جاء إلى موسى وهو يناجي ربه ﷿، فقال له الملك: ويلك ما ترجو منه وهو على هذه الحالة يناجي ربه؟! قال: أرجو منه مما رجوت من أبيه آدم وهو في الجنة (٣).

قال القرشي: ونا أحمد بن عبد الأعلى الشيباني، قال: نا فرج بن فضالة، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم قال: بينما موسى جالس في بعض مجالسه إذ أقبل إبليس


(١) أخرجه ابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان (ص ٦٥ رقم ٤٤).
(٢) أخرجه ابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان (ص ٦٢ رقم ٤٢)، وأبو نعيم في الحلية (٢/ ١٦٦).
(٣) أخرجه ابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان (ص ٧٢ رقم ٤٨). وانقلب في المطبوع (القاسم بن هاشم) إلى: (هاشم بن قاسم).

<<  <   >  >>