للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخبرنا محمد بن أبي القاسم، قال: أخبرنا حمد بن أحمد، قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله، قال: أنا أبو بكر الآجري، قال: نا عبد الله بن محمد العَطَشِي، قال: نا إبراهيم بن الجنيد، قال: حدثني محمد بن الحسين، قال: نا بشر بن محمد بن أبان، قال: حدثني الحسن بن عبيد الله بن مسلم القرشي، عن وهب: أن راهبا تخلى في صومعته في زمن المسيح فأراده إبليس فلم يقدر عليه، ثم أتاه بكل رائدة فلم يقدر عليه، وأتاه متشبها بالمسيح، فناداه: أيها الراهب أَشْرِفْ عليَّ أكلمْك. قال: انطلق لشأنك فلست أرد ما مضى من عمري. فقال: أَشْرِفْ عليَّ فأنا المسيح! فقال: إن كنت المسيح فما لي إليك حاجة، أليس قد أمرتنا بالعبادة، ووعدتنا القيامة؟ انطلق لشأنك فلا حاجة لي فيك، فانطلق اللعين عنه وتركه (١).

أنبأنا إسماعيل بن أحمد، قال: أخبرنا عاصم بن الحسن، قال: أخبرنا علي بن محمد بن بشران، قال: أنا أبو علي البرذعي، قال: نا أبو بكر بن عبيد القرشي، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن موسى الحرشي، قال: نا جعفر بن سليمان، قال: نا عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير، قال: نا سالم بن عبد الله، عن أبيه، قال: لما ركب نوح في السفينة رأى فيها شيخًا لم يعرفه، فقال له نوح: ما أدخلك؟ قال: دخلت لأصيب قلوب أصحابك، فتكون قلوبهم معي وأبدانهم معك. قال نوح: اخرج يا عدو الله، فقال إبليس: خمس أهلك بهن الناس وسأحدثك منهن بثلاث ولا أحدثك بالثنتين، فأُوحي إلى نوح أنه لا حاجة بك إلى الثلاث، مرْهُ يحدثك بالثنتين، قال: بهما أهلك الناس وهما لا يكذبان: الحسد، وبالحسد لعنت وجعلت شيطانًا رجيمًا؛ والحرص، أبيح لآدم الجنة كلها فأصبت حاجتي منه بالحرص.


(١) أخرجه أبو نعيم في الحلية (٤/ ٤٤) عن أبي بكر الآجري به بلفظه.

<<  <   >  >>