للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سليمان، عن ثابت، قال: قال مطرف: نظرت فإذا ابن آدم ملقى بين يدي الله ﷿ وبين إبليس، فإن شاء أن يعصمه عصمه، وإن تركه ذهب به إبليس (١).

وقد حكي عن بعض السلف أنه قال لتلميذه: ما تصنع بالشيطان إذا سول لك الخطأ؟ قال: أجاهده! قال: فإن عاد؟ قال: أجاهده! قال: فإن عاد؟ قال: أجاهده! قال: هذا يطول، أرأيت لو مررت بغنم فنبحك كلبها ومنعك من العبور ما تصنع؟ قال: أكابده وأرده جهدي، قال: هذا يطول عليك، ولكن استغث بصاحب الغنم يكفه عنك (٢).

قال المصنف: قلت: واعلم أن مثل إبليس مع المتقي والمخلط كمثل رجل جالس ليس بين يديه طعام، فمر به كلب فقال له: اخسأ! فذهب. فمر بآخر بين يديه طعام ولحم، فكلما خسأه لم يبرح.

فالأول: مثل المتقي يمر به الشيطان فيكفيه في طرده الذكر.

والثاني: مثل المخلط لا يفارقه الشيطان لمكان تخليطه.


(١) أخرجه ابن أبي الدنيا في مكائد الشيطان (ص ٤٥ رقم ٢٥). وأخرجه ابن المبارك في الزهد (ص ١٠٠ رقم ٢٩٨). ورواه أحمد في الزهد (ص ٢٩٦).
(٢) ذكره القرطبي في تفسيره (٧/ ٣٤٨) بلفظه.

<<  <   >  >>