(٢) الضرورة: عند المنطقيين عبارة عن استحالة انفكاك المحمول -وهو أحد طرفي القضية- عن الموضوع الذي هو الطرف الأول في القضية. والقضية عبارة عن: الموضوع والمحمول والنسبة بينهما، مثالها: قولنا: الثلج ماءٌ متجمد: فهذا الكلام قضية، وهي جملة اسمية الموضوع فيها هو الثلج، وهو مبتدأ، والمحمول فيها "ماء متجمد" وهو خبر، والنسبة بينهما قد دلت عليها حركة الإعراب وهي الرفع في الخبر. ومنها: تسمية العلم الضروري وهو الذي يقابل الاستدلالي، إذ يحصل بدون فكر ونظر في دليل، وقد يُسمى البديهي وهو ما يكفي تصوّر طرفيه -موضوعه ومحموله- في حصول تصديقه. انظر: التعريفات للجرجاني (ص ١٥٠)، التوقيف على مهمات التعاريف للمناوي (ص ٤٧٢)، الكليات لأبي البقاء (ص ٥٧٦)، كشاف اصطلاحات الفنون للتهانوي (٢/ ٨٧٧)، الرد على المنطقيين لابن تيمية (ص ٨٩)، ضوابط المعرفة للميداني (ص ٢٠ - ٢١). (٣) لأن مبناها على المكابرة من طرف السوفسطائي والمكابرة وظيفة مردودة غير مسموعة، فهي غير مقبولة، كما لا يخفى. انظر: ضوابط المعرفة وأصول الاستدلال والمناظرة للميداني (ص ٤٥٤).