للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إنهم كانوا لا يعرفون شيئًا من معاني هذه الآيات، بل استأثر الله بعلم معناها، كما استأثر بعلم وقت الساعة، وإنما كانوا يقرؤون ألفاظًا لا يفهمون لها معنى، كما يقرأ الإنسان كلامًا لا يفهم منه شيئًا؛ فقد كذب على القوم، والنقول المتواترة عنهم تدلّ على نقيض هذا، وأنهم كانوا يفهمون هذا كما يفهمون غيره من القرآن" (١).

وقال الشيخ الشنقيطي -صاحب أضواء البيان-: "آيات الصفات لا يطلق عليها اسم المتشابه … ؛ لأن معناها معلوم في اللغة العربية وليس متشابهًا، ولكن كيفية اتصافه جلّ وعلا بها ليست معلومة للخلق، وإذا فسرنا المتشابه بأنه هو ما استأثر الله بعلمه دون خلقه، كانت كيفية الاتصاف داخلة فيه، لا نفس الصفة" (٢).

٣ - استعمال التأويل؛ ظنًّا منه أنه أُثر عن الإمام أحمد.

٤ - شبهة أن إثبات الصفات يؤدي إلى التجسيم، وقد تأثر في هذا الجانب بما حدث من بعض مثبتة الصفات من غلوّ.

وهذه أيضًا شبهة باطلة ناتجة عن عدم تنزيه الله تعالى واعتقاد صفاته تجسيمًا وتشبيهًا بصفات المخلوقين.

لأن الله تعالى يُوصف بما وَصف به نفسه وبما وصفه به رسوله وصفًا حقيقيًّا تفصيليًّا، يليق بجلاله وعظمته، مع الاعتقاد الجازم بأن الله ليس كمثله شيء، لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله. وهذا الاعتقاد لا يجاوز ما جاء في القرآن والسنة (٣).


(١) مجموع الفتاوى (١٧/ ٤٢٥).
(٢) مذكرة في أصول الفقه (ص ٦٥).
(٣) انظر: مجموع الفتاوى (٥/ ٢٦)، ومنهج القرطبي في أصول الدين (وهي رسالتي للماجستير مطبوعة على الآلة) (١/ ١٢٧ - ٢٣٢).

<<  <   >  >>