للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عيينة: كيف عبدت العربُ الحجارةَ والأصنامَ؟ فقال: أصلُ عبادتهم الحجارة أنهم قالوا: البيت حجر، فحيثما نصبنا حجرًا فهو بمنزلة البيت (١).

وقال أبو معشر: كان كثير من أهل الهند يعتقدون الربوبية، ويقرون بأن لله تعالى ملائكة، إلا أنهم يعتقدونه كأحسن الصور، وأن الملائكة أجسام حسان، وأنه وملائكته محتجبون بالسماء، فاتخذوا أصنامًا على صورة الله عندهم وعلى صورة الملائكة، فعبدوها وقربوا لها؛ لموضع المشابهة على زعمهم، وقيل لبعضهم: إن الكواكب والأفلاك أقرب الأجسام إلى الخالق؟ فعظموها وقربوا لها، ثم عملوا الأصنام (٢).

وبنى جماعة من القدماء بيوتًا كانت للأصنام (٣)، فمنها:

° بيت على رأس جبل بأصبهان، كانت فيه أصنام أخرجها سبتاسب لما تمجّس وجعله بيت نار.

° والبيت الثاني والثالث في أرض الهند.

° والرابع بمدينة بلخ، بناه منوشهر، فلما ظهر الإسلام خربه أهل بلخ.

° والخامس بيت بصنعاء، بناه الضحاك على اسم الزهرة، فخربه عثمان بن عفان.

° والسادس بناه قابوس الملك على اسم الشمس بمدينة فرغانة، فخربه المعتصم.

وذكر يحيى بن بشر بن عمير النهاوندي: أن شريعة الهند وضعها لهم رجل يقال له برهمن (٤)، ووضع لهم أصناما، وجعل أعظم بيوتهم بيتًا بملتان، وهي مدينة من


(١) تفسير البيضاوي (٣/ ٢٠٠)، الكشاف للزمخشري (٢/ ٥٥٨).
(٢) انظر: (ص ٢٠٦).
(٣) انظر: الملل والنحل للشهرستاني (٢/ ٥٨١) وقد سمي البيوت التي أبهمها ابن الجوزي هنا، ومروج الذهب للمسعودي (٢/ ٢٣٨ - ٢٤١)، والفهرست لابن النديم (٤٢١ - ٤٢٣).
(٤) انظر (ص ٢١١).

<<  <   >  >>