- قسم من اليهود أبطلوا النسخ، ولم يجعلوه ممكنًا، وهذا القول عند الجويني في الإرشاد (٢٨٣): هو قول معظم اليهود، وعند الرازي في الاعتقادات (ص ١٢٧)، وابن الأنباري في الداعي (ص ٣١٧): هو قول اليهود قاطبة، وعند الآمدي في غاية المرام (ص ٣٤١): هو قول بعض اليهود. - وقسم آخر أجازوه عقلًا، لكن إما أنهم منعوه واقعًا، أو توقيفًا استنادًا إلى التوراة، وهذا مذهب "الشمعنية" من اليهود، كما حكاه الباقلاني في التمهيد (ص ١٨٧)، وذكر عن "العنانية" من اليهود أنها منعت جواز النسخ عقلًا ونقلًا. وعمدة اليهود في منع جواز النسخ شبهة أن النسخ في الأوامر بداء والله تعالى لا يجوز عليه البداء. كما جعلوا هذا المذهب ترسًا لهم في جحد النبوات بعد موسى ﵇، وبخاصة نبوة نبينا محمد ﷺ. انظر: الفصل لابن حزم (١/ ١٧٩ - ١٨٠)، الملل والنحل للشهرستاني (١/ ٢٥١)، التمهيد للباقلاني (ص ١٨٧)، إغاثة اللهفان لابن القيم (٢/ ٤٤٠)، إفحام اليهود للسموأل (ص ٨٦ - ١٠٧). (٢) انظر هذا الردّ في "الأجوبة الفاخرة عن الأسئلة الفاجرة" للإمام القرافي (٢٠١). (٣) من ذلك ما جاء في التوراة: "أقيم لبني إسرائيل نبيًّا من إخوتهم مثلك، أجعل كلامي في فيه، ويقول لهم ما آمرهم، والذي لا يقبل قول ذلك النبي الذي يتكلم باسمي أنا أنتقم منه ومن سبطه". هكذا أورد =