للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نسيطورس): إن الله جوهر واحد أقانيم ثلاثة، فهو واحد في الجوهرية، ثلاثة في الأقنومية (١)، وأحد الأقانيم عندهم: الأب، والآخر: ابن، والآخر: روح القدس (٢)، فبعضهم يقول: الأقانيم خواص، وبعضهم يقول: صفات، وبعضهم يقول: أشخاص (٣).


= والناسوتية. وقد حضر مجمع "أفسس" الأول عام ٤٣١ م، وبسبب مذهبه وآرائه المخالفة لعقيدة عامة النصارى، طرده الجمع وحرمه. فالنسطورية تذهب إلى أن مريم لم تلد الإله، وإنما ولدت الإنسان، وأن الله تعالى لم يلد الإنسان، وإنما ولد الإله. ومن أوهام الشهرستاني في هذا الموضوع: نسبته "النسطورية" إلى "نسطور الحكيم" الذي عاش زمن المأمون، بيد أن هذه الفرقة ظهرت في القرن الخامس الميلادي، أي: قبل ظهور الإسلام.
انظر: الفصل لابن حزم (١/ ١١١)، والملل والنحل للشهرستاني (١/ ٢٦٨ - ٢٧٠)، وأدلة الوحدانية في الرد على النصرانية للقرافي (ص ٤٣ - ٤٤)، وهداية الحيارى لابن القيم (ص ٥٣٦)، ومحاضرات في النصرانية لأبي زهرة (ص ١٣٥ - ١٣٦)، ومقارنة الأديان (المسيحية) د. شلبي (٢/ ١٩٢ - ١٩٣)، ومنهج الشهرستاني في كتابه الملل للسحيباني (ص ٥٤٦).
(١) انظر: الملل والنحل للشهرستاني (١/ ٢٦٣).
والأقنومية: مصدر أقنوم، والأقنوم كلمة يونانية الأصل تدل على شخصية متميزة، فالأقنوم هو الشخص المتميز. انظر: دراسات في الأديان، د. الخلف (ص ١٧٧)، وحقائق أساسية في الإيبيان المسيحي (ص ٥٢).
(٢) الأب: يراد به عند النصارى الذات الإلهية المجردة عن الابن والروح القدس، وهو بمنزلة الأصل والمبدأ لوجود الابن، مع أن الابن عندهم أزلي الوجود. والابن: يراد به كلمة الله المتجسدة، وهو المسيح .
والروح القدس: هو مساوٍ عندهم للأب والابن في الذات والجوهر والطبع. وهو في كلامهم روح الله الذي يتولى تأييد أتباع المسيح وتطهيرهم.
انظر: دراسات في الأديان، د. الخلف (ص ١٨١ - ١٨٦)، وحقائق أساسية في الإيمان المسيحي (ص ٦٠)، وقاموس الكتاب المقدس (ص ٤١٤)، والنصرانية من التوحيد إلى التثليث (ص ٢٣٥).
(٣) قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الجواب الصحيح (٤/ ٨٣): (قال أبو الحسن ابن الزاغوني ومن معه: واختلف النصارى في الأقانيم، فقال قوم منهم: هي جواهر. وقال قوم: هي خواص. وقال قوم: هي صفات. وقال قوم: هي أشخاص).

<<  <   >  >>