للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكتابيين من يقول عن نبينا إنه نبي إلا أنه مبعوث إلى العرب خاصة (١)، وهذا تلبيس من إبليس استغفلهم فيه؛ لأنه متى ثبت أنه نبي، فالنبي لا يكذب، وقد قال: "بعثت إلى الناس كافة" (٢)، وقد كتب إلى قيصر (٣) وكسرى (٤) وسائر ملوك الأعاجم (٥).

• ومن تلبيس إبليس على اليهود والنصارى أنهم قالوا: لا يعذبنا الله لأجل أسلافنا، فمنا الأنبياء والأولياء، فأخبرنا الله ﷿ عنهم بذلك: ﴿نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ﴾ [المائدة: ١٨]، أي: منا ابنه عزير وعيسى.

وكشف هذا التلبيس: أن كل شخص مطالب بحق الله عليه، ولا يدفعه عنه ذو قرابته، ولو تعدت المحبة لشخص إلى غيره لموضع القرابة لتعدى البعض، وقد


= وورد في الإنجيل (يوحنا ١٤/ ١٠ - ١٣) أن المسيح قال للحواريين: "أنا أذهب وسيأتيكم البارقليط روح الحق لا يتكلم من قبل نفسه، إنما هو كما يقال له، وهو يشهد لي وأنتم تشهدون، لأنكم معي من قبل الناس. وكل شيء أعدّه الله لكم يخبركم به". والبارقليط في لغتهم -كما قال ابن القيم- من ألفاظ الحمد، إما أحمد أو محمد أو محمود أو حامد، ونحو ذلك.
انظر: هداية الحيارى لابن القيم (ص ٣٢٣ - ٣٤١)، والأجوبة الفاخرة للقرافي (٤٢٣ - ٤٣٣)، والجواب الصحيح (٥/ ٢٨٤ وما بعدها)، وبين الإسلام والنصرانية لأبي عبيدة الخزرجي (ص ٢١٤ - ٢٣٠)، وأدلة الوحدانية في الردّ على النصرانية للقرافي (ص ١٠٩ - ١١٢). والكتاب المقدس: إنجيل يوحنا، الإصحاح (١٤/ ١٦، ٢٦)، الفرق للبغدادي (١٣)، والملل والنحل للشهرستاني (١/ ٢٥٨ - ٢٥٩).
(١) وهم العيسوية من اليهود.
انظر: الفرق بين الفرق للبغدادي (ص ١٢ - ١٣)، وأصول الدين له (ص ٣٢٦)، والفصل لابن حزم (١/ ١٧٩)، اعتقادات الرازي (ص ١٢٨ - ١٢٩)، والتمهيد للباقلاني (ص ٢١٨)، والداعي لابن الأنباري (ص ٣١٩)، وغاية المرام للآمدي (ص ٣٤١، ٣٥٠، ٣٥٩).
وقيل: هم فرقة الموشكانية من اليهود.
(٢) أخرجه البخاري (١/ ٤٣٥ رقم ٣٣٥)، (١/ ٥٣٣ رقم ٤٣٨)، ومسلم (١/ ٣٧٠ - ٣٧١ رقم ٥٢١)، والنسائي (١/ ٢١١)، وأحمد في مسنده (٣/ ٣٠٤).
(٣) أخرجه البخاري (٦/ ١٠٩ رقم ٢٩٤٠)، ومسلم (٣/ ١٣٩٣ رقم ١٧٧٣).
(٤) أخرجه البخاري (٦/ ١٠٨ رقم ٢٩٣٩).
(٥) ينظر: إعلام السائلين عن كتب سيد المرسلين لابن طولون.

<<  <   >  >>