للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

متصل منه بالمرئي (١).

قلت: وما أتعجب إلا من حدّه بسبعة أشبار، حتى علمت أنه جعله كالآدميين، فالآدمي طوله سبعة أشبار بشبر نفسه!

وذكر أبو محمد النبوبختي (٢)، عن الجاحظ، عن النظام، أن هشام بن الحكم قال في التشبيه في سنة واحدة خمسة أقاويل، قطع في آخرها أن معبوده بشبر نفسه سبعة أشبار، وأن قومًا قالوا: إنه على هيئة السبيكة (٣)، وأن قومًا قالوا: هو على هيئة البلورة الصافية المستوية الاستدارة التي من حيث أتيتها رأيتها على هيئة واحدة (٤)، وقال هشام: هو متناهي الذات (٥)، حتى قال: إن الجبل أكبر منه (٦)، قال: وله مائية يعلمها هو (٧).


(١) انظر: مقالات الإسلاميين (١/ ١٠٨)، الفرق بين الفِرق (٦٦).
(٢) هذا النقل بنصّه عند الأشعري في مقالاته (١/ ١٠٨)، وانظر اعتقادات الرازي (٩٧)، طبقات المعتزلة لابن المرتضى (٥٤).
(٣) هو قول هشام بن الحكم. انظر: مقالات الإسلاميين (١/ ١٠٨)، الفَرق بين الفِرق (٦٥)، التبصير للإسفراييني (٤٠)، الغنية للجيلاني (١/ ٩٣)، اعتقادات الرازي (٩٧)، البرهان للسكسكي (٧٢).
(٤) هذا قول هشام بن الحكم كذلك. انظر: مقالات الإسلاميين (١/ ١٠٨)، الفَرق للبغدادي (٦٥) وذكر اللؤلؤة بدل البلورة، والتبصير للإسفراييني (٤٠)، الحور العين للحميري (١٤٩ - ٢٥٤) وذكر السنبلة والدّرة بدل البلّورة، واعتقادات الرازي (٩٧) وقد ذكر الشمع بدل البلورة.
(٥) انظر: مقالات الإسلاميين (١/ ١٠٦)، الفرق بين الفِرق (٦٥)، التبصير للإسفراييني (٣٩ - ٤١)، الملل والنحل للشهرستاني (١/ ٢١٦).
(٦) حكى الأشعري في مقالاته (١/ ١٠٦ - ١٠٧، ٢٨١)، والبغدادي في الفرق (٦٦)، والحميري في الحور العين (٢٥٤) أن أبا الهذيل ذكر في بعض كتبه أنه لقى هشام بن الحكم في مكة عند جبل أبي قبيس، فسأله: أيهما أكبر: معبوده أم هذا الجبل؟ فقال هشام: هذا الجبل يوفي عليه. أي: هو أعظم منه.
وانظر: أصول الدين للبغدادي (٧٣)، مذاهب الإسلاميين د. بدوي (١/ ١٢٧)، والذي في الغنية للجيلاني (١/ ٩٣) أنه قيل لهشام: ربك أعظم أم أُحُد؟ فقال: ربي أعظم.
(٧) لم أهتد -بعد البحث- إلى مظنة هذا القول. فالله أعلم. =

<<  <   >  >>