(١) وقد تحدث ابن الجوزي في هذه الوضوعات كلها في كتابه "دفع شبه التشبيه"، وقد شحنه بالتأويلات والتحريفات لعقائد السَّلف، حتى استغلّه أفراخ المبتدعة في هذا الزمان للوقيعة في عقيدة سلف هذه الأمة. انظر: دفع شبه التشبيه (تحقيق الكوثري) و (تحقيق السقاف). (٢) الذي عليه السلف -وهو الذي دلّت عليه النصوص- أن رؤية المؤمنين ربهم في الجنة تكون عيانًا لا يضامون في رؤيته، وذلك بعد أن يكشف الرحمن الحجاب، ففي الحديث الذي يرويه صهيب عن النبي ﷺ أنه قال: "إذا دخل أهل الجنة الجنة، فال: يقول الله ﵎: تريدون شيئًا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة، وتنجنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب فما أُعطوا شيئًا أحبّ إليهم من النظر إلى ربهم ﷺ". أخرجه مسلم (١/ ١٦٣ برقم ٢٩٧). (٣) أخبر النبي ﷺ أن "الله يدني عبده المؤمن فيضع عليه كنفه ويستره، فيقول: أتعرف ذنب كذا؟ أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم إي ربّ. حتى إذا أقرّه بذنوبه، ورأى في نفسه أنه هلك. قال: سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم" رواه البخاري (٢٤٤١)، ومسلم (٢٧٦٨). فهذا الحديث العظيم والذي قبله دلّ على صفة جليلة من صفات المولى جلّ وعلا، وهي صفة القرب، وغالبًا ما ترد هذه الصفة خاصة، كالقرب من المحسنين، وكقربه تعالى من سائليه وعابديه، والقرب لا ينافي علوّه تعالى وفوقيته، ولا يقتضي المخالطة والمماسة، فالله تعالى عالٍ في دنوّه، وقريب في علوّه، والله تعالى يقرُب من خلقه كيف شاء، هذا الذي أثبته السَّلف، وهو من باب إثباتهم لقيام الأفعال الاختيارية بنفسه، كاستوائه تعالى على العرش، ونزوله، ومجيئه يوم القيامة. وما ذكره المصنِّف -دون عبارته التفسيرية (كما يجالس الجنس) - هو قولٌ للسلف. =