للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحلوى (١)، ويستعذب له الماء (٢)، ويختار الماء البائت (٣)؛ فإن الماء الحار يؤذي المعدة ولا يروي.

وقد كان رجل يقول: أنا لا آكل الخبيص (٤)؛ لأني لا أقوم بشكره. فقال الحسن البصري: هذا رجل أحمق، وهل يقوم بشكر الماء البارد؟! (٥)

وقد كان سفيان الثوري إذا سافر حمل في سفرته الحَمَلَ المشوي والفالوذج (٦).

وينبغي للإنسان أن يعلم أن نفسه مطيته، ولابد من الرفق بها؛ ليصل به إلى المقصود، فليأخذ ما يصلحها وليترك ما يؤذيها من الشبع والإفراط في تناول الشهوات، فإن ذلك يؤذي البدن والدين.

ثم إن الناس يختلفون في طباعهم: فإن الأعراب إذا لبسوا الصوف واقتصروا على شرب اللبن لم نلمهم؛ لأن مطايا أبدانهم تحتمل ذلك، وأهل السواد إذا لبسوا


= للبخاري وأحمد في رواية، والباقون بنحوه مطولًا وفيه قصة.
(١) أخرجه البخاري في مواضع منها: (٩/ ٥٥٧ رقم ٥٤٣١)، وأخرجه مسلم (٢/ ١١٠١ رقم ١٤٧٤) (٢١)، وأبو داود (٤/ ١٠٦ رقم ٣٧١٥)، والترمذي (٤/ ٢٤١ رقم ١٨٣١)، وابن ماجه (٢/ ١١٠١ رقم ٣٣٢٣)، وأحمد (٦/ ٥٩).
(٢) أخرجه أبو داود (٤/ ١١٩ رقم ٣٧٣٥)، وأحمد (٦/ ١٠٠، ١٠٨)، والحاكم (٤/ ١٣٨) وصححه، قال الحافظ ابن حجر في الفتح (١٠/ ٧٤): أخرجه أبو داود بسند جيد، وصححه الحاكم.
(٣) أخرجه البخاري (١٠/ ٨٨ رقم ٥٦٢١)، وأبو داود (٤/ ١١٢ رقم ٣٧٢٤)، وابن ماجه (٢/ ١١٣٥ رقم ٣٤٣٢)، وأحمد في مسنده (٣/ ٣٢٨)، والدارمي (٢/ ٨٤ رقم ٢١١٩).
(٤) الخبيص: نوع من الطعام معمول من السمن والتمر. القاموس المحيط (خبص).
(٥) أخرجه ابن سعد في الطبقات (٧/ ١٧٦)، وعبد الله بن أحمد في زوائده على الزهد (ص ٣٢٣) بلفظ مقارب.
(٦) ذكره السيوطي في الأمر بالاتباع (ص ٢٢٨). والفالوذج: كلمة فارسية، فيها ثلاث لغات أخرى: الفالوذ، والفالوذج، والفالودق، وهي حلواء تعمل من الدقيق والماء والعسل، وهي أطيب الحلاوات عند العرب. معجم الألفاظ الفارسية المعربة (ص ١٢٠ - ١٢١).

<<  <   >  >>