للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال شيخنا ابن ناصر: وليس ابن طاهر ممن يحتج به (١).

وجاء أبو حامد الغزالي فصنف كتاب "الإحياء" (٢) على طريقة القوم، وملأه بالأحاديث الباطلة وهو لا يعلم بطلانها، وتكلم في علم المكاشفة (٣)، وخرج عن قانون الفقه، وقال: إن المراد بالكوكب والشمس والقمر اللواتي رآهن إبراهيم أنوار هي حجب لله ﷿، ولم يُرِدْ هذه المعروفات (٤).

قال المصنف: وهذا من جنس كلام الباطنية!

وقال في كتابه "المفصح بالأحوال" (٥): إن الصوفية في يقظتهم يشاهدون الملائكة الملائكة وأرواح الأنبياء ويسمعون منهم أصواتًا ويقتبسون منهم فوائد، ثم ترقى الحال من مشاهدة الصورة إلى درجات يضيق عنها نطاق النطق.

قال المصنف: قلت: وكان السبب في تصنيف هؤلاء هذه الأشياء قلة علمهم بالسنن والآثار، وإقبالهم على ما استحسنوه من طريقة القوم، وإنما استحسنوها لأنه


(١) المصدر نفسه (١٧/ ١٣٧).
(٢) قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "الإحياء" فيه فوائد كثيرة، لكن فيه مواد مذمومة، فإنه فيه مواد فاسدة من كلام الفلاسفة تتعلق بالتوحيد والنبوة والمعاد. فإذا ذكر معارف الصوفية، كان بمنزلة من أخذ عدوًّا للمسلمين ألبسه ثياب المسلمين .. وفيه أحاديث وآثار ضعيفة، بل موضوعة كثيرة، وفيه أشياء من أغاليط الصوفية وترهاتهم، وفيه مع ذلك من كلام المشايخ الصوفية العارفين المستقيمين، في أعمال القلوب الموافق للكتاب والسُّنة، ومن غير ذلك من العبادات والأدب، ما هو موافق للكتاب والسنة ما هو أكثر مما يرد منه؛ فلهذا اختلف فيه اجتهاد الناس وتنازعوا) مجموع الفتاوى (١٠/ ٥٥١ - ٥٥٢).
وللمصنِّف كتاب سمّاه "إعلام الأحياء بأغاليط الإحياء"، كما أنَّه هذّب الإحياء، وأبقى على فوائده في كتاب سمّاه "منهاج القاصدين".
(٣) انظر: الإحياء (١/ ١٩ - ٢٠).
(٤) إحياء علوم الدين (١/ ١٩ - ٢٠)، (٣/ ١٧).
(٥) (ص ٨٤).

<<  <   >  >>