(٢) أفرد المصنف ﵀ للحلاج الحسين بن منصور صفحات خاصة من بين مشايخ الصوفية الذين ظهرت منهم أقوال تدل على سوء الاعتقاد، والسبب في ذلك -فيما ظهر لي- هو مجاهرة هذا الأخير بآرائه الكفرية وتصريحه بها، دون اللجوء -كما هو شأن الآخرين- إلى لغة الترميز والإشارات، واغترار كثير من الناس به، جهلًا منهم بحقيقة حاله وآرائه. والرواية التي أوردها المصنف ﵀ عن الحلاج هنا، هي نفس مقولة بعض كفار قريش الذين نزل فيهم قوله تعالى: ﴿لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا﴾ [الأنفال: ٣١]، وقوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ﴾ [الأنعام: ٩٣]. وفي موقف الشيخ عمرو المكي دلالة على الولاء والبراء اللذين يجب أن يكونا في الله تعالى، وفيه كذلك برة للمغزّين بالحلاج والمحسنين الظن به رغم ما أُثر عنه من كفر وإلحاد! (٣) أخرجه الخطيب في تاريخه (٨/ ١٢١). (٤) أخرجه ابن الجوزي في المنتظم (١٣/ ٢٠٣)، ورواه الخطيب في تاريخه (٨/ ١٢١)، وأورده الذهبي في السير (١٤/ ٣٣٠).