للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سبحان من أَظْهَرَ ناسُوتُه … سرَّ سَنَا لاهوتِهِ الثَّاقبِ

ثُمَّ بدا في خَلْقهِ ظاهِرًا … في صورةِ الآكِلِ والشَّاربِ

حتى لقدْ عايَنَهُ خَلْقُهُ … كلحظةِ الحاجبِ بالحاجبِ (١)

فقال الشيخ: على قائله لعنة الله! قال عيسى بن بزول: هذا شعر الحسين بن منصور. فقال: إن كان هذا اعتقاده فهو كافر، إلا أنه ربما يكون متقولًا عليه (٢) (٣).

أخبرنا القزاز، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب، قال: أخبرني علي بن المحسن القاضي، عن أبي القاسم إسماعيل بن محمد بن زنجي، عن أبيه، أن بنت السمري أدخلت على حامد الوزير، فسألها عن الحلاج، فقالت: حملني أبي إليه فقال لي: قد زوجتك من ابني سليمان وهو مقيم بنيسابور، فمتى جرى شيء تنكرينه من جهته فصومي يومك واصعدي في آخر النهار إلى السطح، وقومي على الرماد واجعلي فطرك عليه وعلى ملح جريش، واستقبليني بوجهك واذكري لي ما أنكرته منه، فإني أسمع وأرى. قالت: وكنت ليلة نائمة في السطح فأحسست به قد غشيني، فانتبهت مذعورة لما كان منه، فقال: إنما جئتك لأوقظك للصلاة، فلما نزلنا قالت ابنته: اسجدي له. فقلت أو يسجد أحد لغير الله، فسمع كلامي، فقال: نعم إله في السماء وإله في الأرض (٤)!


(١) الأبيات في ديوان الحلّاج (ص ١٤)، وبداية الحلّاج لابن باكويه (ص ٦٦٣)، والمنتظم (١٣/ ٢٠٤)، والسير (١٤/ ٣٢٥)، والبداية والنهاية (١١/ ١٤٣).
(٢) هذا في حالة إذا كان هذا الشيء الوحيد الذي نُسب للحلّاج، كيف والحال غير ذلك! بل عكس ذلك تمامًا، فرسائله وديوانه تطفح بمثل هذا وأشد: انظر ديوان الحلاج (ص ١٩، ٢٢، ٢٥، ٣٤ … )، أخبار الحلّاج لابن أنجب الساعي (ص ٨١)، أخبار الحلّاج جمع ماسينيون (ص ١٤، ٢١، ٨٥ … ).
(٣) رواه ابن باكويه في بداية الحلاج ونهايته (ص ٦٦٣)، ومن طريقه الخطيب في تاريخه (٨/ ١٢٩)، وأورده الذهبي في السير (١٤/ ٣٢٥)، وابن كثير في البداية والنهاية (١١/ ١٤٤).
(٤) أخرجه علي بن المحسن التنوخي في نشوار المحاضرة (٦/ ٧٩ - ٩٢)، ومن طريقه الخطيب في تاريخه =

<<  <   >  >>