للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأخبرنا أبو منصور القزاز، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب، قال: حدثني مسعود بن ناصر، قال: أبنا ابن باكويه، قال: سمعت أبا القاسم يوسف بن يعقوب النعماني يقول: سمعت والدي يقول: سمعت أبا بكر محمد بن داود الفقيه الأصبهاني يقول: "إن كان ما أنزل الله على نبيه حقًا فما يقول الحلاج باطل! "، وكان شديدًا عليه (١).

قال المصنف: وقلت: وقد تعصب للحلاج قوم من الصوفية جهلًا منهم وقلة مبالاةٍ بإجماع الفقهاء:

فأخبرنا القزاز قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب، قال: أخبرنا محمد بن علي بن الفتح، قال: أخبرنا محمد بن الحسين النيسابوري، قال: سمعت إبراهيم بن محمد النصرأباذي يقول: "إن كان بعد النبيين والصديقين موحِّد فهو الحلاج" (٢).

قال المصنف: قلت: وعلى هذا أكثر قصَّاص زماننا وصوفية وقتنا (٣)؛ جهلًا من الكل بالشرع، وبُعدًا عن معرفة النقل، وقد جمعت في أخبار الحلاج كتابًا، وبيَّنت حيله ومخاريقه وما قال العلماء فيه (٤)، والله المعين على قمع الجهال!


(١) أخرجه ابن باكويه في بداية الحلاج ونهايته (ص ٦٥٧)، ومن طريقه الخطيب في تاريخ بغداد (٨/ ١٢٩)، وأورده الذهبي في السير (١٤/ ٣٣٠).
(٢) أخرجه الخطيب في تاريخه (٨/ ١٢١)، ورواه الحاكم في تاريخه كما في تاريخ الإسلام للذهبي وفيات ٣٥١ - ٣٨٠ (ص ٣٦٩).
(٣) ومن المعاصرين المدعو "طه عبد الباقي سرور" محقق كتاب "اللمع" للطوسي، الذي ألّف كتابًا سمّاه (الحسين بن منصور الحلّاج: شهيد التصوف الإسلامي)! وهو مطبوع، شحنه مؤلّفه بالتقديس والتعظيم للحلّاج، وقرنه بسيّد الخلق محمد بن عبد الله في العروج إلى سدرة المنتهى، كما قرنه بالسيد المسيح في أنه لم يُقتل بل رُفع إلى السماء. وممّن اهتم بالحلّاج وتراثه الإلحادي المستشرق الفرنسي ماسينيون، ولا يخفى قصد هؤلاء الكفرة من الاهتمام بمثل هذا التراث ..
(٤) ذكره المُؤلّف في المنتظم (١٣/ ٢٠٤) في ترجمة الحلّاج وسمّاه: "القاطع لمحال اللجاج القاطع بمحال الحلّاج" وسمّاه الذهبي في تاريخ الإسلام وفيات ٣٥١ - ٣٨٠ (ص ٢٥٢): "القاطع لمحال المُحاج بحال الحلّاج". وانظر: مؤلفات ابن الجوزي للعلوجي (ص ١٦٩).

<<  <   >  >>