للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سهل بن عبد الله يقول: أنا حُجَّة الله على الخلق. فاجتمعوا عنده فأقبل عليه الزبيري فقال له: بلغنا أنك قلت: أنا حجة الله على الخلق، فبماذا؟ أنبيٌّ أنت؟ صِدِّيقٌ أنت؟ قال سهل: لم أذهب حيث تظن، ولكن إنما قلت هذا لأخذي الحلال، فتعالوا كلكم حتى نصحح الحلال! قال: فأنت قد صححته؟ قال: نعم. قال فكيف؟ قال سهل: قسمت معرفتي وعقلي وقوتي على سبعة أجزاء، فأترك حتى يذهب منها ستة أجزاء ويبقى جزء واحد، فإذا خفت أن يذهب ذلك الجزء وتتلف معه نفسي خفت أن أكون قد أعنت عليها أو قتلتها، دفعت إليها من البُلغة ما يرد الستة الأجزاء (١).

• أخبرنا ابن حبيب، قال: أخبرنا ابن أبي صادق، قال: أخبرنا ابن باكويه، قال: أخبرني أبو عبد الله بن مفلح، قال: أخبرني أبي، قال: أخبرني أبو عبد الله بن ونده، قال: منذ أربعين سنة ما أطعمت نفسي طعامًا إلا في وقت ما أحلَّ اللهُ لها الميتة (٢).

• أخبرنا ابن ناصر، قال: أنبأنا أبو الفضل محمد بن علي بن أحمد السهلكي، قال: حدثني أبو الحسن علي بن محمد القوهي، قال: نا عيسى بن محمد عن أبيه محمد بن عيسى، قال: نا موسى بن عيسى، قال: نا عيسى بن آدم بن أخي أبي يزيد، قال: جاء رجل إلى أبي يزيد فقال له: أريد أن أجلس في مجلسك الذي أنت فيه. قال: لا تطيق ذلك. فقال: إن رأيت أن توسع لي في ذلك. فأذن له فجلس يومًا لا يطعم فصبر، فلما كان في اليوم الثاني قال له: يا أستاذ نريد القوت! قال: يا غلام، القوت عندنا الله. فقال: يا أستاذ، لابد مما لابد منه. فقال: يا غلام، لابد من الله. قال: يا أستاذ، أريد شيئًا يقيم جسمي في طاعة الله تعالى. فقال: يا غلام، إن الأجسام لا تقوم إلا بالله (٣).


(١) لم أقف على تخريجه.
(٢) لم أقف على تخريجه.
(٣) أخرجه أبو الفضل السهلكي في كتاب النور من كلمات أبي طيفور (ص ١١٠).

<<  <   >  >>