للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• أخبرنا المحمدان، ابن ناصر وابن عبد الباقي، قالا: أخبرنا حمد بن أحمد، قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال: سمعت محمد بن الحسين، يقول: سمعت محمد بن عبد الله بن شاذان، يقول: سمعت أبا عثمان الأدَمي، يقول: سمعت إبراهيم الخواص يقول: حدثني أخ لي كان يصحب أبا تراب، نظر إلى صوفي مَدَّ يده إلى قشور البطيخ، وقد كان طوى ثلاثة أيام، فقال له: تمد يدك إلى قشور البطيخ؟ أنت لا يصلح لك التصوف، الزم السوق (١)!

• أخبرنا محمد بن أبي القاسم، قال: أنبأنا رزق الله بن عبد الوهاب، قال: أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي، قال: سمعت أبا القاسم القرواني (٢)، يقول: سمعت بعض أصحابنا يقول: قام أبو الحسن النصيبي بالحرم أيامًا مع أصحاب له سبعة لم يأكلوا، فخرج بعض أصحابه ليتطهر فرأى قشر بطيخ فأخذه فأكله، فرآه إنسان فاتبعه بشيء وجاء برفق فوضعه بين يدي القوم، فقال الشيخ: من جنى منكم هذه الجناية؟ فقال الرجل: أنا وجدت قشر بطيخ فأكلته، فقال: كن مع جنايتك ومع هذا الرفق، وخرج من الحرم ومعه أصحابه وتبعه الرجل، فقال: ألم أقل لك كن مع جنايتك؟ فقال الرجل: أنا تائب مما جرى، فقال الشيخ: لا كلام بعد التوبة (٣).

• أخبرنا عمر بن ظفر، قال: أخبرنا ابن السراج، قال: أخبرنا أبو القاسم الأزجي، قال: أخبرنا أبو الحسن بن جهضم، قال: نا إبراهيم بن محمد السيوري، قال: سمعت بيان بن محمد، يقول: كنت بمكة مجاورًا ورأيت بها إبراهيم الخواص وأتى عليَّ أيام لم يفتح عليَّ بشيء، وكان بمكة مُزَيَّن (٤) يحب الفقراء، وكان من أخلاقه إذا جاءه


(١) أخرجه أبو نعيم في الحلية (١٠/ ٤٩)، وأورده أبو القاسم القشيري في رسالته (ص ٧٤)، وابن الملقن في طبقات الأولياء (ص ٣٥٧).
(٢) في "أ": (القيرواني)، وفي "ك": (القزواني)، ولعلّ ما في "أ" هو الصواب.
(٣) لم أقف على تخريجه.
(٤) رجل مُزَيَّن: كمُعَظَّم، مقذذ الشعر. والحجام مزيِّن، كمحدِّث. تاج العروس (زين).

<<  <   >  >>