للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: تحدثني نفسي بأن أختصي. فقال: مهلا يا عثمان! فإن خصاء أمتي الصيام.

قال: يا رسول الله، فإن نفسي تحدثني أن أترهب في الجبال. قال: مهلًا يا عثمان! فإن ترهب أمتي الجلوس في المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة.

قال: يا رسول الله وإن نفسي تحدثني بأن أسيح في الأرض. قال: مهلًا يا عثمان! فإن سياحة أمتي الغزو في سبيل الله والحج والعمرة.

قال: يا رسول الله، وإن نفسي تحدثني بأن أخرج من مالي كله. قال: مهلًا يَا عثمان! فإن صدقتك يومًا بيوم وتكف نفسك وعيالك وترحم المسكين واليتيم وتطعمه أفضل من ذلك.

قال: يا رسول الله، فإن نفسي تحدثني بأن أطلق خولة امرأتي. قال: مهلًا يا عثمان، فإن هجرة أمتي من هجر ما حرم الله عليه، أو هاجر إليَّ في حياتي، أو زار قبري بعد موتي، أو مات وله امرأة أو امرأتان أو ثلاث أو أربع.

قال: يا رسول الله، فإن نفسي تحدثني أن لا أغشاها. قال: مهلًا يا عثمان! فإن الرجل المسلم إذا غشي أهله وإن لم يكن من وقعته تلك ولد؛ كان له وصيف في الجنة، وإن كان من وقعته تلك ولد، فمات قبله، كان له فرطًا وشفيعًا يوم القيامة، وإن كان بعده كان له نورًا يوم القيامة.

قال: يا رسول الله، فإن نفسي تحدثني أن لا آكل اللحم. قال: مهلًا يا عثمان! فإني أحب اللحم وآكله إذا وجدته، ولو سألت ربي أن يطعمني إياه كل يوم لأطعمني.

قال: يا رسول الله، فإن نفسي تحدثني أن لا أمس طيبًا. قال: مهلًا يا عثمان! فإن جبريل أمرني بالطيب غبًّا، ويوم الجمعة لا مترك له.

<<  <   >  >>