للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• أخبرنا أبو بكرِ بن حبيبٍ الصوفيُّ، قال: أخبرنا أبو سعيدِ بن أبي صادقٍ الحيري، قال: أخبرنا أبو عبدِ الله الشِّيرازيُّ، قال: أخبرنا محمدُ بنُ أحمدَ النجَّار، قال: أخبَرَني أبو بكر الكتاني، قال: رأيتُ بعضَ أصحابِنا في المنامِ، فقلت: ما فعلَ اللهُ بكَ؟ قال: عَرَضَ عليَّ سَيِّئَاتي، وقال: فعلتَ كذا وكذا. فقلتُ: نعم. ثمَّ قال: كذا وكذا. فاستَحْيَيْتُ أن أقِرَّ، فقلتُ: إني أستحِي أنْ أقِرَّ. فقال: غفرْتُ لكَ بما أقررتَ فكيفَ بما استَحْيَيْتَ؟! فقلت له: ما كانَ ذلك الذنبُ؟ فقال: مرَّ بي غلامٌ حسنُ الوجهِ فنظرتُ إليهِ (١).

• قال المصنِّفُ: وقد رُوِي نحو هذهِ الحكاية عن أبي عبدِ الله الزراد أنَّهُ رُؤِيَ في المنامِ، فقيل له: ما فعلَ اللهُ بكَ؟ فقال: غَفَرَ لي كلَّ ذنبٍ أقْرَرْتُ به في الدُّنيا إلَّا واحدا، فاستَحْيَيتُ أن أقِرَّ بهِ فوقفني في العرق حَتى سَقَطَ لحمُ وجْهِي، فقيل له: ما الذنبُ؟ فقال: نظرتُ إلى شخصٍ جميلٍ (٢).

• قال المصنِّفُ: وقد بلَغَنا عن أبي يعقوبَ الطَّبرِي، قال: كان معي شابٌّ حسنُ الوجهِ يَخدِمُني، فجاءنِي إنسانٌ مِن بغداد صوفيٌّ، فكانَ كثيرَ الالتفاتِ إلى ذلك الشَّاب، فكنتُ أجدُ عليه لذلكَ، فنمتُ ليلةً من اللَّيالي، فرأيتُ ربَّ العِزَّة في المنامِ، فقال: يا أبا يعقوب، لِمَ لَمْ تَنْهَهُ - وأشارَ إلى البغداديِّ - عن النَّظرِ إلى الأحداثِ؟! فَوَعِزَّتي إنِّي لا أشغلُ بالأحداثِ إلَّا مَن باعَدْتهُ عَن قُربي. قال أبو يعقوب: فانتبهتُ وأنا أضطَرِب، فحَكَيتُ الرُّؤيا للبغدادي، فصاحَ صيحةً وماتَ فغسلناهُ ودفنَّاه.


(١) أخرجه المؤلف في ذم الهوى ص ١٤٦. وللإمام أبي بكر بن حبيب رسالة في أحكام النظر رواها عنه تلميذه ابن الجوزي والمطبوع من الرسالة والله أعلم لا يعتبر كامل المخطوط أو غير ذلك غير أني لم أجد هذا الخبر في المطبوع منها.
(٢) ذكر المؤلف هذا الخبر في ذم الهوى ص ١٤٦. وقال: وذكر هذه الحكاية عن منصور الفقيه. وذكره الغزالي في الإحياء ٤/ ٥٠٧ وسماه عبد الله بن البزار.

<<  <   >  >>