للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القادمَ أوَّلَ ليلَةٍ لتَعَبِه. واحتجَّ بحديثِ عمرَ قال: دخلتُ على النَّبي وغلامٌ له حَبَشيٌّ يغمِزُ ظهرَهُ، فقلت: ما شَأنُكَ يا رسول الله؟ قال: "إنَّ الناقة اقتحَمَت بي" (١).

قبل المصنِّفُ: قلت: تنزَّهوا إخواني في فقهِ هذا المحتج! فإنهُ قد كانَ ينبَغِي أن يقول: باب السُّنةِ في تغميزِ مَن رَمَتْ بهِ ناقَتُهُ، وتكونُ السُّنَّة تغميزَ الظَّهرِ لا القَدَم، ومن أين له أنهُ كانَ في سَفَر؟ وأنَّه غمزَ أوَّلَ ليلةٍ؟

ثمَّ يجعلُ تغميزَ النبي كما اتفَقَ لأجل أَلَم ظَهرهِ سُنَّةً، لقد كان تَركُ استخرَاجِ هذا الفِقهِ الدَّقيقِ أحسنَ مِن ذِكرهِ.

• ومن مذهبِهِم عملُ دعوةٍ للقادِم:

قال ابنُ طاهر: بابُ اتخاذِهم العتِيرة (٢) للقادِم، واحتجَّ بحديثِ عائِشةَ : أنَّ النبيَّ سافر سفرًا فنذَرت جاريةٌ مِن قُريشٍ إنِ اللهُ تعالى ردَّهُ أن تضرِب في بيتِ عائشةَ بدُفٍّ، فلمَّا رجَع قال النبي : "لتضرِب" (٣).


(١) صفوة التصوف ص ٤١٨. والحديث أخرجه البزار في مسنده ١/ ٤٠٥ رقم (٢٨٢) والطبراني في الأوسط ٨/ ٩٥ وذكره الهيثمي في المجمع ٥/ ٩٦ قال: رواه الطبراني في الأوسط والبزار ورجاله رجال الصحيح خلا عبد الله بن زيد بن أسلم وقد وثقه أبو حاتم وغيره وضعفه ابن معين وغيره. قلت وتابعه هشام بن سعد كما عند الطبراني في الصغير ١/ ١٤٨، والمقدسي في الأحاديث المختارة ١/ ١٨٣ رقم (٩١) وقال: إسناده حسن. وحال هشام بن سعد قريب من حال عبد الله بن زيد بن أسلم قال عنه الحافظ في التقريب ص ٥٧٢: صدوق له أوهام. فعلى هذا يكون الحديث حسن بإذن الله. وقوله تقحمت: يريد أنها ندت فلم تضبط وهو عليها ومنه يقال: فلان يتقحم في الأمور إذا كان يدخل فيها بغير تثبت ولا روية. انظر: غريب ابن قتيبة ١/ ٤٥٨ والنهاية ٣/ ٤٣٨٥/ ١٨.
(٢) في (أ) و (ت): العشرة. وفي صفة التصوف: السفرة. وهو الأقرب. والسُّفْرةُ بالضم: طعام يتخذ للمسافر ومنه سميت السفرة. انظر: مختار الصحاح ص ٣٢٦ والمنجد ص ٣٣٧. والعَتِيرةُ: بوزن الذبيحة شاة كانوا يذبحونها في رجب لآلهتهم. انظر: كتاب العين ٢/ ٦٥ والقاموس ص ٥٥٩. ولعل المراد هو الاجتماع واتخاذ الطعام لهذا القادم ويكون لقدومه الفرح والرقص والغناء. وهذا باطل مخالف للشرع!
(٣) صفوة التصوف ص ٤١٧. والحديث أخرجه أحمد في المسند ٥/ ٣٥٣، ٥/ ٣٥٦، وابن حبان في صحيحه ١٠/ ٢٣٢ وأخرجه الترمذي رقم (٣٦٩٠)، وقال: حسن صحيح غريب. والحديث صححه الألباني =

<<  <   >  >>