للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سوادُ قلبي (١).

• أخبَرنا أبو بكرِ بنُ حبيبٍ، قال: أنا أبُو سعيدِ بنُ أبي صادقٍ، قال: أخبَرنا ابن باكويه، قال: سمعتُ عبدَ اللهِ العزَّالَ المذَكِّر، قال: سمعتُ عليَّ بنَ مهدِيٍّ يقول: وقفتُ ببغدادَ على حَلقةِ الشبلي، فنَظَر إليَّ ومعِي محَبرةٌ، فأنشأ يقول:

تَسَربلتُ للحُزنِ ثوبَ الفَرَقْ … وهمت البِلادَ لِوجدِ القَلقْ

ففِيكَ هَتكتُ قِناعَ العزاءِ … وعنكَ نطقتُ لدَى مَن نَطَق

إذا خَاطبونِي بعلمِ الوَرق … برَزتُ عليهِم بِعلمِ الخِرَق (٢)

• أخبَرنا ابنُ حبيبٍ، قال: أنا ابنُ أبي صادقٍ، قال: نا ابنُ باكويه، قال: سمعتُ أبا عبدِ اللهِ بنَ خفيفٍ يقول: اشتغِلُوا بتعلم شيءٍ، ولا يغُرَّنكُم كلامَ الصُّوفيَّة، فإنِّي كنتُ أُخَبِّئُ محِبَرَتِي في جيبِ مِرقَعَتي، والكاغدَ في حَزَّةِ سراويلي، وكنتُ أذهبُ خفيًا إلى أهلِ العلمِ، فإذا عَلِموا خاصَمُونِي، وقالوا: لا تفلح، ثمَّ احتاجُوا إليَّ بعدَ ذلك (٣).

قال االمصنِّفُ : قلت: مِن أكبَر المُعانَدَةِ للهِ ﷿ الصَّدُّ عن سبيلهِ، وأوضَحُ سُبلِ اللهِ العلمُ؛ لأنهُ دليلٌ على اللهِ، وبيانٌ لأحكامِ شرعهِ، وإيضاحٌ لمِا يُحبُّهُ ويكرهُهُ، فالمنعُ منهُ مُعاداةٌ للهِ ولَشرعِهِ، ولكِنَّ النَّاهِينَ عن ذلك ما يفطنون بما فعلوا.

وقد كان الإمامُ أحمدُ بنُ حنبل يرَى المَحَابِر بأيدِي طَلَبةِ العِلمِ فيقول: هذه سُرُجُ الإسلامِ (٤).


(١) ذكر نحو هذا الخبر الغزالي في الإحياء عن الجنيد ٤/ ٢٣٩.
(٢) ذكره المؤلف في صيد الخاطر ص ٩٧.
(٣) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان ٢/ ٣٠٣ وابن عساكر في تاريخ دمشق ٥٢/ ٤١٤ ونقله الذهبي في السير ١٦/ ٣٤٦.
(٤) ذكره أبو يعلى في طبقات الحنابلة ١/ ٢٤٩ وابن مفلح في المقصد الأرشد ٢/ ٣١١ والعليمي في المنهج الأحمد ١/ ٤٣٨.

<<  <   >  >>