للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اللهِ : "مَن قال في القرآن بِرأيِهِ فأصابَ فقَد أخطَأَ" (١).

أخبرنا هِبةُ الله بنُ محمد، قال: أنبأنا الحسَن بن عليٍّ، قال: أنبأنا أبو بَكرِ بنُ حمدان، قال: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ أحمد، قال: حدَّثني أبِي، قال: نا وكِيعٌ، عن الثَّوري، عن عبدِ الأعلى، عن سعيدِ بنِ جُبَيرٍ، عن ابن عبَّاسٍ قال: قال رسولُ الله : "مَن قَال فِي القرآنِ بِرأيهِ فليتبوَّأ مقعَدَهُ من النار" (٢).

وقد رُوِيَت لنا عَن بعضِهِم حكايةٌ فيما يتعلَّقُ بالمكرِ، إنِّي لأقشعرُّ مِن ذِكرِها، لكنِّي أنبِّهُ بِها على قُبحِ ما يتخَايَلُهُ هؤلاءِ الجهَلة: أنبأنا أبو بكرِ بنُ حبيبِ، قال: أنا أبو سَعدِ بنُ أبي صادقٍ، قال: نا أبو عبدِ الله بنُ باكويه، قال: أخبَرني أبو عَبدِ الله بن خفيفٍ، قال: سمعتُ رُوَيمًا يقول: استَجمَعَ ليلةً بالشَّام جماعةٌ مِن المشايِخِ، فقالوا: ما شَهِدنا مِثلَ هذه اللَّيلةِ وطِيبها، فتعالوا نتذاكرُ فِي مسألَةٍ لِئلَّا تذهبَ لَيلتُنَا. فقالوا: نتكلَّم في المحبةِ؛ فإنَّها عُمدةُ القوم. فتكلَّم كلُّ واحدٍ مِن حيث هُو، وكان في القومِ


(١) أخرجه أبو داود رقم (٣٦٥٢) عن جندب الترمذي رقم (٢٩٥٢) والنسائي في فضائل القرآن ص ١٣٥ والطبراني في الكبير ٢/ ١٦٣ والأوسط ٥/ ٢٠٨ والحديث مداره على سهيل بن أبي حزم وهو ضعيف؛ ولذا فالحديث لا يصح وضعفه الألباني في ضعيف الجامع الصغير رقم (٥٧٤٨)، وفي مشكاة المصابيح رقم (٢٣٥).
والمراد من الحديث: من قال في القرآن من قبل نفسه بغير علم أما التفسير بالرأى الذي يسنده برهان وعلم فلا شك في جوازه ومثل ذلك ما روي عن مجاهد وقتادة وغيرهما من أهل العلم. انظر: تعليق الترمذي على الحديث في السنن والبيهقي في الشعب بعد روايتهما للحديث.
(٢) أخرجه الترمذي رقم (٢٩٥٠) وقال: حسن صحيح. والنسائي في الكبرى ٥/ ٣١٣٠ والإمام أحمد في المسند ١/ ٢٣٣ - ٢٦٩ - ٣٢٣ - ٣٢٧ والطبراني في الكبير ١٢/ ٣٥ والحديث صححه الترمذي وابن القطان في النكت الظراف ٤/ ٤٢٣. ولا أظن أن هدا التصحيح يستقيم؛ إذ مدار الحديث على عبد الأعلى بن عامر الثعلبي وقد تُكلم فيه. قال الشيخ أحمد شاكر في المسند رقم (٢٠٦٩) تعليقًا عليه: إسناده ضعيف. كما ضعفه الألباني في تخريج المشكاة رقم (٢٣٤) وضعيف الجامع الصغير رقم (٥٧٤٩). وكذا محققو المسند ٣/ ٤٩٦.

<<  <   >  >>