للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أرطالٍ وثلاثُ أواقٍ قد ظَهَرت مِن الماء حتَّى وقَعت فِي السُّمَيرِية. فقيل لأبِي الحسَين: سألناكَ باللهِ إلَّا أخبَرتنا، بِم دعوت. فقال: قلتُ: وعِزَّتِك لئِن لَم تُخرِج لي مِن الماءِ حُوتًا فيها ثلاثةُ أرطالٍ وثلاثُ أواقٍ لأغرِقنَّ نفسي في دجلة (١).

أخبَرنا أبو منصورٍ القزَّاز، قال: أنا أبو بكرِ بنُ ثابت، قال: أخبَرني عبدُ الصمد بنُ محمد الخطِيب، قال: نا الحسَنُ بن الحسَين الهمَذَاني، قال: سمعتُ جعفرًا الخُلدِيَّ يقول: سمعتُ الجنَيدَ يقولُ: سمعتُ النوريَّ يقول: كنتُ بالرَّقةِ، فجاءنِي المريدون الذين كانوا بِها وقالوا: نَخْرُج ونصطادُ السَّمك. فقالوا لي: يا أبا الحسَين! هات معَ عبادتِكَ واجتهادِكَ وما أنتَ عليهِ من الاجتهادِ سمكةً يكونُ فيها ثلاثةُ أرطالٍ لا تزيدُ ولا تنقُص. فقلت لمولاي: إن لم تُخرِج لي السَّاعةَ سمكةً فيها ما ذكرُوا لأرمِينَّ بنفسِي في الفُرات. فأخرجت سَمَكةً، فوزنتُها فإذا فيها ثلاثةُ أرطالٍ لا زيادةَ ولا نُقصان، قال الجنَيد: فقلت له: يا أبا الحسَين لو لَم تَخرُج كنتَ ترمِي بِنفسِكَ؟ قال: نعم (٢).

أخبرنا أبو بكر بن حبيب قال: نا أبو سعد بن أبى صادق قال: نا ابن باكويه قال: نا أبو يعقوب الخَرَّاط قال: نا أبو الحسين النُّوري قال: كان في نفسي من هذه الآياتِ (٣) شيءٌ، فأخذتُ من الصبيان قصبةً وقمتُ بين زورَقَيْن وقلتُ: وعزَّتك لئْن لم تُخْرِجْ لي سمكةً فيها ثلاثةُ أرطالٍ لأغرقنَّ نفسي. قال: فخرجت سمكة فيها ثلاثة أرطال. قال: فبلغ ذلك الجُنيد فقال: كان حُكمُه أن تخرُج له أفعى تلدغه (٤).


(١) انظر الذي يليه.
(٢) أخرجه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٥/ ١٣٢.
(٣) يعني: الكرامات.
(٤) أخرجه أبو نعيم في الحلية ١٠/ ٢٥١ وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء ١٤/ ٧٢.

<<  <   >  >>