للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إنَّ سُلْطانَ حُبِّهِ … قَالَ لا أقْبَلُ الرِّشَا

فَسَلُوهُ فَدَيْتُهُ … لمَ بِقَتْلِي تحَرَّشَا (١)

• قال ابن عقيل: وقد حُكِيَ عن الشبلي أنَّه قال: إنَّ الله قال: ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى﴾ [الضحى: ٥] والله لا رَضِيَ محمد وفي النَّار من أُمَّتِه أحد. ثم قال: إنَّ محمدًا يشفعُ في أُمَّتِه (٢) وأنا أشفعُ بعدَهُ في النار حتى لا يبقى فيها أحد.

قال ابن عقيل: والدَّعوى الأولى على النبي كاذبة؛ فإن النبي يرضى بعذاب الفجَّار كيفَ وقد لعن في الخمرِ عشرةً (٣)؟ فدَعْوى أنهُ لا يرضى بتعذيبِ الله الله ﷿ للفُجَّارِ دَعوى باطلة وإقدامٌ على جهلٍ بحُكم الشرع.

ودعواهُ بأنه من أهلِ الشَّفاعةِ في الكُلِّ وأنه يَزيدُ على محمد ، كفرٌ؛ لأنَّ الإنسان متى قطعَ لنفسه بأنه من أهل الجنَّة كان من أهلِ النار فكيفَ وهو يشهَدُ بأنَّه على مقامٍ يزيدُ على المقامِ المحمود، وهو الشَّفاعَةُ!


(١) أخرجه أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ١٤/ ٣٩٥ وأبو محمد السرَّاج في مصارع العشاق ١/ ٣٠٦ من طريق محمد بن أحمد الأردستاني به ونقله ابن عساكر في تاريخ دمشق ٦٦/ ٧٧. والقشيري في الرسالة ص ٣٠٦.
(٢) كما في أحاديث الشفاعة. وللنظر في أحاديث الشفاعة وأنواعها: من شفاعته لأهل الموقف ليقضى بينهم وهي الشفاعة العظمى وشفاعته لأمته في دخول الجنة وشفاعته لأهل الكبائر وشفاعته لأناس يدخلون الجنة بغير حساب وشفاعته بخروج الموحدين من النار .. انظر: كتاب الشفاعة ص ١٧ - ١٣٤.
(٣) أخرجه الترمذي رقم (١٢٩٥) وابن ماجه رقم (٣٣٨١) والطبراني في الأوسط ٢/ ٩٣. من حديث أنس، وللحديث شاهد من حديث ابن عباس عند الإمام أحمد ١/ ٣١٦ والحاكم في المستدرك ٤/ ١٤٥ وصححه ووافقه الذهبي. وآخر من حديث ابن عمر رواه أبو داود رقم (٣٦٧٤) وابن ماجه رقم (٣٣٨٠) وأحمد ٢/ ٢٥ و ٧١. والحديث صححه الألباني في صحيح أبي داود رقم (٣١٢١). وحسنه في صحيح الترمذي رقم (١٠٤١).

<<  <   >  >>