للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقالَ قبْلَ أنْ يورِدَ هذه الحكاياتِ: ينبغي للشيخِ أَنْ يَنْظُرَ حالةَ المبتدئِ:

- فإِنْ رأَى معهُ مالًا فاضلًا عنْ قدرِ حاجتِه؛ أخَذَهُ، فصرفَهُ في الخيرِ، وفرَّغَ قلبَهُ منهُ حتى لا يلتَفِتَ إِليهِ.

- وإِنْ رأَى الكبر قد غَلَبَ عليهِ؛ أَمَرَهُ أَنْ يخرُجَ إِلى السوقِ وللكَدِّية (١) والسؤال، ويكلِّفَهُ المواظبةَ على ذلك.

- فإِن رأَى الغالبَ عليهِ البطالةَ استَخْدَمَه في تعَهد بيتِ الماءِ، وتنظيفِه، وكَنْسِ المواضعِ القذرةِ، ومُلازمةِ المطبخِ، ومواضعِ الدُّخانِ.

- وإِنْ رأَى شَرَهَ الطعامِ غالبًا عليهِ؛ أَلزمَهُ الصومَ.

- وإِنْ رآهُ عَزَبًا ولم يكْسِرْ شهوتَهُ الصوم؛ أَمَرَهُ أَنْ يُفْطِرَ ليلةً على الماءِ دونَ الخُبْزِ، وليلةً على الخُبْزِ دونَ الماءِ، ومنعَهُ اللحمَ رأْسًا (٢).

قالَ المصنِّف قلتُ: وإِنِّي لأعجَّبُ مِن أبي حامدٍ كيف يأْمُرُ بهذه الأشياءِ التي تُخالِفُ الشريعةَ؟!

وكيفَ يُحِلُّ لأحدٍ أن يقومَ على رأْسِه طولَ الليلِ، فيعكِسَ الدماء إِلى وجهِهِ، ويورثُهُ ذلك مَرضًا قبيحًا.

وكيفَ يُحِلُّ رميَ المالِ في البحرِ، وقد نهى رسولُ الله عن إِضاعةِ المالِ!

وهل يَحِلُّ سَبُّ مسلمٍ بلا سببٍ؟ وهل يجوزُ للمسلمِ أَنْ يستأْجِرَ على ذلك؟!


(١) الكَدِّية: من الكَدِّ: وهو الشدّة في العَملِ وطَلبُ الكسب. انظر: مختار الصحاح ص ٢٣٥ واللسان ٣/ ٣٧٧.
(٢) انظر: الإحياء ٣/ ٦١ - ٦٢.

<<  <   >  >>