أخبرنا محمد بن ناصر الحافظ، قال: أخبرنا أبو الحسين بن عبد الجبار الصيرفي، قال: أنا أبو عبد الله محمد بن علي الصُّوري، قال: أنشدنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر التُّجِيبي، قال: أنشدنا الحسين (١) بن علي بن سيَّار:
رأيتُ قومًا عليهِمُ سِمَة … الخير بحمل الركاء مبتهلهْ
اعتزلوا الناس في جوامعهمْ … سألتُ عنهم فقيل مُتَّكلَهْ
صوفية للقضاء صابرة … ساكنة تحت حكمه نَزَلهْ
فقلتُ إِذْ ذاكَ هؤلاء هم النَّـ … ـاسُ ومن دون هؤلاء رَذَلَهْ
فلم أزل خادمًا لهم زمنًا … حتى تبينتُ أنهم سَفِلَهْ
إِنْ أكلوا كان أَكلُهُمْ سَرَفًا … أو لَبِسوا كان شُهْرةً مُثُلَه
سل شيخهم والكبير مختبرًا … عن فَرْضِهِ لا تخَالُهُ عَقِلَهْ
واسأله عن وصف شادن كَنِجِ … مُدَلِّلٍ لا تراهُ قد جَهِلَه
عِلْمُهُمُ بينَهُمْ إذا جلسوا … علم رَعاع الرَّعاع والرّذَلَهْ
الوقت والحال والحقيقة … والبرهان والعكس عندهم مسلهْ
قد لبسوا الصوفَ كي يروا … صلحا وهم شِرارُ الذياب والحثلهْ
وجانبوا الكسبَ والمعاش لكي … يستأصلوا الناسَ شُرَّهًا أكَلَهْ
وليس من عِفَّةٍ ولا دَعَةٍ … لكن لتعجيلِ راحة العطلهْ
فقل لمن مال باختداعِهِمُ … إليهمُ تبْ فإِنَّهُمْ بَطَلَه
واستغفر الله من كلامِهِمُ … ولا تعاوِدْ لعِشْرَةِ الجَهَلَةْ
(١) في (أ)، وفي (ت): الحسن.