للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الصَّوريُّ: وأَنْشَدَني بعضُ شيوخِنا (١):

أهلُ التَّصَوُّفِ قَدْ مَضَوْا … صارَ التصوفُ مَخْرَقَهْ (٢)

صارَ التَّصَوُّفُ صَيْحَةً … وتَوَاجُدًا ومُطْبَقَهْ (٣)

كَذَبَتْكَ (٤) نَفْسُكَ ليس ذا … سَنَنَ الطَّريقِ المُلْحِقَه

حتى تكون بعينِ مَنْ … مِنْهُ العيون المُحْدِقَهْ

تجري عليك صُرُوفُهُ … وهُمُومُ سِرِّكَ مُطْرِقَهْ (٥)

أَنشدَنا محمد بن ناصر، قال: أنشدنا أبو زكريا التِّبريزي، لأبي العلاء المعري:

زعموا بأنَّهُمُ صفَوْا لمليكهم … كذبوكَ ما صافوا ولكن صافوا (٦)

شجر الخلاف (٧) قلوبهم ويح لهم … غرضي خلاف الحق لا الصَّفصاف (٨)


(١) نقل هذه الأبيات أبو طالب المكي في قوت القلوب ٢/ ١٠٩٩.
(٢) في (م)، وفي (ت): محرقة.
(٣) رجلٌ مُطْبَق عليه: أي مُغْمًى عليه وقيل: هو المُطْبَق عليه حُمقًا وقيل: هو الذي أموره مُطْبَقَةٌ عليه: أي مُغَشَّاة. انظر: النهاية ٣/ ١١٤ واللسان ١٠/ ٢١٤.
(٤) في (أ): كذبت.
(٥) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٥/ ١٠٨. من طريق أخرى عن بعض أهل الأدب. ثم ساق بعضها، وأورد بعدها أبياتًا أخرى من جنس ما أورد المؤلف.
(٦) جمع صائف: بمعنى عدلوا عن الحق إلى البطل يقال: صافَ شَرُّه يصُوفُ صَوْفًا: عَدَلَ وصافَ السهْمُ عن الهَدَفِ يَصُوفُ وَيصِيفُ: عدل عنه. انظر: النهاية ٣/ ٦٧ واللسان العرب ٩/ ٢٠٠.
(٧) الخِلافُ: الصَّفْصَافُ، وهو بأَرض العرب كثير، ويسمى السَّوْجَرَ وهو شجر عِظام، وأَصنافُه كثيرة.
انظر: اللسان العرب ٩/ ٩٧. والمقصود شَجَرَ الخلاف هنا: أي وقع بين القوم اختلاف في الأمر يقال: اشْتَجَرَ القوم وتَشَاجَرُوا تنازعوا واخْتَلَفوا والمُشَاجَرةُ المنازعة. انظر: النهاية ٢/ ٤٤٦ ومختار الصحاح ص ١٣٩.
(٨) لم أجد من أخرجه غير المؤلف.
ومراد الشاعر: أن الخلاف والاختلاف شَجَرَ بين القوم ووقعوا بالباطل وما خالف الحق.
لا الصفصاف الذي هو الشجر ويسمى شجر الخلاف.

<<  <   >  >>