للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتخليطهِ، وبيَّنَّا أَنَّهُ قُتِلَ بقول فُقهاءِ العصر (١). وقد كانَ في المتأَخِّرينَ مَن يطَّلي بدُهْنِ الطَّلْقِ (٢)، ويقعُدُ في التنُّور، ويُظْهِرُ أَنَّ هذا كرامةٌ!

• قال ابن عقيل: وكان ابن الشباش وأبوه قبله له طيورٌ سوابقٌ وأصدقاء في جميع البلاد، فينزلُ به قومٌ فيرفع طائرًا في الحال إلى قريتهم يخبر من له هناك بنزولهم ويستعلمه عن أحوالهم وما تجَدَّدَ هناك قبل مجيئهم إليه فيكتب ذلك إليه الحوادث فيحدث القوم بأحوالهم حديثَ مَنْ هو عندهم ثم يقول قد تجدد الساعة كذا وكذا فيدهشون ويرجعون إلى رُسْتَاقهم (٣) فيجدون الأمر على ما قال ويتكرر هذا فيصير عندهم كالقطعي على أنه يعلم الغيب.

قال: ومما فعل أنه أخذ عصفورًا وجعل في رجله بلفكًا وشد في البلفك كتابًا لطيفًا وشد في رجل حمامة بلفكًا وشد في طرف البلفك كتابًا أكبر من ذلك وجعلهما


(١) وللمؤلف كتابٌ أسماه: "القاطع لمحال اللجاج القاطع بمحال الحلاج" وسمّاه شيخ الإسلام في الفتاوى ٣٥/ ١٠٩: "رفع اللجاج في أخبار الحلاج" وأسماه الذهبي: "القاطع بمحال المحاج بحال الحلاج".
انظر: السير ١٤/ ٣٤٦ وتاريخ الإسلام وفيات ٣٥١ - ٣٨٠ ص ٢٥٢ ومؤلفات ابن الجوزي ص ١٦٩.
(٢) الطَّلْق: حجر الفتيلة: وهو شيء يشبه البردي يقال له الطلق لا تحرقه النار يوضع في الدهن ثم يشعل بالنار فيقد كما تقد الفتيلة فإذا اشتعل الدهن بقي على ما كان لم يتغير شيء من صفته وكذلك أبدًا كلما وضع في الدهن واشتعل وإذا ألقي في النار المتأججة لا تحرقه وينسج منه مناديل غلظ للخِوَان -الذي يؤكل عليه- فإذا اتسخت وأريد غسلها ألقيت في النار فيحترق ما عليها من الدرن وتخلص وتطلع نقية كأن لم يكن بها درن قط. هذا ما ذكره ياقوت عند ذكره لبعض المعادن في بلدة بَذَخْشَان: في أعلى طخارستان متاخمة لبلاد الترك. انظر: معجم البلدان ١/ ٣٦٠ واللباب في تهذيب الأنساب ١/ ١٣٠ وأقرب الموارد ١/ ٧١٣.
(٣) الرُّسْتَاقُ والرُّزْتَاق والرُّزْدَاق: واحد، فارسي معرب ويستعمل في الناحية التي هي طرف الإقليم والجمع الرَّسَاتِيقُ وقال بعضهم: الرُّستاق مولد وصوابه رُزْدَاق. انظر: القاموس المحيط ص ١١٤٤ والمصباح ص ٢٢٦.

<<  <   >  >>