للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• أخبرنا إسماعيل بن أحمد، قال: أنا عمر بن عبيد الله البقال: قال: أخبرنا أبو الحسين بن بشران، قال: نا عثمان بن أحمد الدقاق، قال: نا حنبل، قال: حدثني أبو عبد الله -يعني: أحمد بن حنبل-، قال: نا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، قال: كان ابن طاووس جالسا وعنده ابنه (١)، فجاء رجل من المعتزلة (٢) فتكلم في شيء، فأدخل ابن طاووس أصبعيه في أذنيه، وقال: يا بني أدخل أصبعيك في أذنيك حتى لا تسمع من قوله شيئا، فإن هذا القلب ضعيف، ثم قال: أي بني اسدد! فما زال يقول اسدد حتى قام الآخر (٣) (٤).


(١) ابنه: هو طاووس بن عبد الله بن طاووس بن كيسان، ذكره البخاري في تاريخه الكبير: (٤/ ٣٦٥)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.
(٢) المعتزلة: سميت المعتزلة بسبب الخلاف بين الحسن البصري وواصل بن عطاء، وقول هذا الأخير بالمنزلة بين المنزلتين، فطرده الحسن من مجلسه، فاعتزل إلى سارية من سواري مسجد البصرة. فقيل له ولأتباعه: "معتزلة".
قال البغدادي: (لاعتزالهم قول الأمة، وادعائهم أن الفاسق من أمة الإسلام لا مؤمن ولا كافر)، وقد افترقت فيما بينها عشرين فرقة، تجتمع كلها على نفي صفات الله تعالى، ونفي رؤية الله تعالى بالأبصار يوم القيامة، والقول بخلق القرآن، ونفي القدر، وأن العباد يخلقون أفعالهم، وأن مرتكب الكبيرة من المسلمين في منزلة بين المنزلتين. انظر:
- الفرق بين الفِرق (٢٠ - ٢١، ١١٤ - ١١٥).
- التبصير في الدين للإسفراييني (٦٣ - ٦٥).
- اعتقادات فِرق المشركين والمسلمين للرازي (٢٧ - ٢٩).
- البرهان للسكسكي (٤٩ - ٥١).
- المقالات للبلخي (ضمن كتاب فضل الاعتزال) (١١٥)، تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة (ص ٥).
(٣) أخرجه عبد الرزاق في المصنف (١١/ ١٢٥ رقم ٢٠٠٩٩)، وأخرجه ابن بطة في الإبانة (٢/ ٤٤٦ رقم ٤٠٠) واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (١/ ١٣٥ رقم ٢٤٨) بنحوه.
(٤) ما أورده المصنف في هذا الأثر وفي الآثار القادمة في هذا الباب، فيه بيان لموقف السّلف وأئمتها من أهل البدع، وأنه لا يجوز مجالستهم، ولا السماع لكلامهم، وذلك لما يترتب على تلك المجالسة والمخالطة من مفاسد عظيمة على الدين، ومنها:
- ما يرد على المجالس لهم من شُبَهٍ لا يستطيع دفعها، فيضل بسببها عن سبيل الله والسنة، فتكون تلك المجالسة فتنة له في دينه. =

<<  <   >  >>