للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رحبة بيبرس: هذه الرحبة يتوصل إليها من سويقة المسعوديّ، ومن حمام ابن عبود، عرفت بالملك المظفر ركن الدين بيبرس الجاشنكير، فإنّ بصدرها داره التي كانت سكنه قبل أن يتقلد سلطنة ديار مصر، وقد حلّ وقفها وبيعت.

رحبة بيبرس الحاجب: هذه الرحبة بخط حارة العدوية عند باب سر الصاغة، عرفت بالأمير بيبرس الحاجب، لأنّ داره بها، وبيبرس هذا هو الذي ينسب إليه غيط الحاجب بجوار قنطرة الحاجب، وبهذه الرحبة الآن فندق الأمير الطواشي زمام الدور السلطانية زين الدين مقبل، وبه صار الآن هذا الخط يعرف بخط فندق الزمام، بعد ما كنا نعرفه يعرف بخط رحبة بيبرس الحاجب.

رحبة الموفق: تعرف هذه الرحبة بحارة زويلة تجاه دار الصاحب الوزير موفق الدين أبي البقاء هبة الله بن إبراهيم، المعروف بالموفق الكبير، وهي بالقرب من خوخة الموفق، المتوصل منها إلى الكافوري من حارة زويلة.

رحبة أبي تراب: هذه الرحبة فيما بين الخرشنف وحارة برجوان، تشبه أن تكون من جملة الميدان، ادركتها رحبة بها كيمان تراب، وسبب نسبتها إلى أبي تراب أن هناك مسجدا من مساجد الخلفاء الفاطميين، تزعم العامّة ومن لا خلاق له أن به قبر أبي تراب النخشبيّ، وهذا القول من أبطل الباطل، وأقبح شيء في الكذب، فإنّ أبا تراب النخشبي هو أبو تراب عسكر بن حصين النخشبي، صحب حاتما الأصم وغيره، وهو من مشايخ الرسالة، ومات بالبادية نهشته السباع سنة خمس وأربعين ومائتين، قبل بناء القاهرة بنحو مائة وثلاث سنين، وقد أخبرني القاضي الرئيس تاج الدين أبو الفداء إسماعيل بن أحمد بن عبد الوهاب بن الخطباء المخزومي، خال أبي رحمه الله، قبل أن يختلط قال: أخبرني مؤدّبي الذي قرأت عليه القرآن، أن هذا المكان كان كوما، وأن شخصا حفر فيه ليبني عليه دارا فظهرت له شرافات، فمازال يتبع الحفر حتى ظهر هذا المسجد، فقال الناس: هذا أبو تراب، من حينئذ، ويؤيد ما قال: أني أدركت هذا المسجد محفوفا بالكيمان من جهاته وهو نازل في الأرض، ينزل إليه بنحو عشر درج، وما برح كذلك إلى ما بعد سنة ثمانين وسبعمائة، فنقلت الكيمات التراب التي كانت هناك حوله، وعمر مكانها ما هنالك من دور، وعمل عليها درب من بعد سنة تسعين وسبعمائة، وزالت الرحبة والمسجد على حاله، وأنا قرأت على بابه في رخامة قد نقش عليها بالقلم الكوفيّ عدّة اسطر، تتضمن أنّ هذا قبر أبي تراب حيدرة ابن المستنصر بالله، أحد الخلفاء الفاطميين. وتاريخ ذلك فيما أظنّ بعد الأربعمائة، ثم لما كان في سنة ثلاث عشرة وثمانمائة سوّلت نفس بعض السفهاء من العامّة له أن يتقرّب بزعمه إلى الله تعالى بهدم هذا المسجد ويعيد بناءه، فجبى من الناس مالا شحذه منهم وهدم المسجد، وكان بناء حسنا، وردمه بالتراب نحو سبعة أذرع حتى ساوى

<<  <  ج: ص:  >  >>