وكان بجوار خزانة الدرق التي هي اليوم: خان مسرور الكبير، دار الضرب، وموضعها حينئذ كان بالقشاشين التي تعرف اليوم: بالخرّاطين، وصار مكان دار الضرب اليوم: درب يعرف بدرب: الشمسيّ في وسط سوق السقطيين المهامزيين، وباب هذا الدرب: تجاه قيسارية العصفر، فإذا دخلت هذا الدرب، فما كان على يسارك من الدور فهو موضع دار الضرب، وبجوارها دار الوكالة الحافظية، فجعلت الحوانيت التي على يمنة من سلك من رأس الخرّاطين تجاه سوق العنبر طالبا الجامع الأزهر في ظهر دار الضرب، وأنشأ هذه الحوانيت، وما كان يعلوها من البيوت الأمير المعظم: خمرتاش الحافظيّ، وجعلها وقفا، وقال في كتاب وقفها: وحدّ هذه الحوانيت الغربيّ ينتهي إلى دار الضرب، وإلى دار الوكالة، وقد صارت هذه الحوانيت الآن من جملة أوقاف المدرسة الجمالية مما اغتصب من الأوقاف، وما زالت دار الضرب هذه في الدولة الفاطمية باقية إلى أن استبدّ السلطان صلاح الدين، فصارت دار الضرب حيث هي اليوم، كما تقدّم ذكره، وكان لدار الضرب المذكورة في أيامهم أعمال ويعمل بها دنانير الغرّة، ودنانير خميس العدس، ويتولاها قاضي القضاة لجلالة قدرها عندهم.
قال ابن المأمون: وفي شوّال منها، وهي سنة ست عشرة وخمسمائة أمر الأجل ببناء دار الضرب بالقاهرة المحروسة لكونها مقرّ الخلافة وموطن الإمامة، فبنيت بالقشاقشين:
قبالة المارستان، وسميت بالدار الآمرية، واستخدم لها العدول، وصار دينارها أعلى عيارا من جميع ما يضرب بجميع الأمصار، انتهى.
وكانت دار الضرب المذكورة تجاه المارستان، فكان المارستان، بجوار خزانة الدرق، فما عن يمينك الآن إذا سلكت من رأس الخرّاطين، فهو موضع دار الضرب، ودار الوكالة هكذا إلى الحمام التي بالخرّاطين، وما وراءها، وما عن يسارك، فهو موضع المارستان.
قال ابن عبد الظاهر: في أيام المأمون بن البطائحي وزير الآمر بأحكام الله بنيت دار الضرب في القشاشين قبالة المارستان الذي هناك وسميت بالدار الآمرية.
دار العلم الجديدة «٢» : وكان بجوار القصر الكبير الشرقيّ: دار في ظهر خزانة الدرق من باب تربة الزعفران لما أغلق الأفضل بن أمير الجيوش دار العلم التي كان الحاكم بأمر الله