هذه الزاوية خارج باب النصر من القاهرة، تنسب إلى الشيخ برهان الدين بن معضاد بن شدّاد بن ماجد الجعبريّ، المعتقد الواعظ، كان يجلس للوعظ فتجتمع إليه الناس ويذكرهم ويروي الحديث، ويشارك في علم الطب وغيره من العلوم، وله شعر حسن، وروى عن السخاويّ، وحدّث عن البزاركيّ، وكان له أصحاب يبالغون في اعتقاده ويغلون في أمره، وكان لا يراه أحد إلّا أعظم قدره وأجله وأثنى عليه، وحفظت عنه كلمات طعن عليه بسببها، وعمر حتى جاوز الثمانين سنة، فلما مرض أمر أن يخرج به إلى مكان قبره، فلما وقف عليه قال: قبير وحال دبير. ومات بعد ذلك بيوم، في يوم السبت رابع عشري المحرّم سنة سبع وثمانين وستمائة، والجعابرة عدّة منهم.
[زاوية أبي السعود]
هذه الزاوية خارج باب القنطرة من القاهرة على حافة الخليج، عرفت بالشيخ المبارك أيوب السعوديّ، كان يذكر أنه رأى الشيخ أبا السعود بن أبي العشائر وسلك على يديه، وانقطع بهذه الزاوية وتبرّك الناس به واعتقدوا إجابة دعائه، وعمّر وصار يحمل لعجزه عن الحركة حتى مات عن مائة سنة، أوّل صفر سنة أربع وعشرين وسبعمائة.
[زاوية الحمصي]
هذه الزاوية خارج القاهرة بخط حكر خزائن السلاح والأوسية على شاطىء خليج الذكر من أرض المقس بجوار الدكة، أنشأها الأمير ناصر الدين محمد، ويدعى طيقوش ابن الأمير فخر الدين الطنبغا الحمصي، أحد الأمراء في الأيام الناصرية، كان أبوه من أمراء الظاهر بيبرس، ورتب بهذه الزاوية عشرة من الفقراء شيخهم منهم، ووقف عليها عدّة أماكن في جوارها، وحصة من قرية بورين من قرى ساحل الشام. وغير ذلك، في سنة تسع وسبعمائة، فلما خرب ما حولها وارتدم خليج الذكر تعطلت، وهي الآن قد عزم مستحقو ريعها على هدمها لكثرة ما أحاط بها من الخراب من سائر جهاتها، وصار السلوك إليها مخوفا بعد ما كانت تلك الخطة في غاية العمارة، وفي جمادى سنة عشرين وسبعمائة هدمت.
[زاوية المغربل]
هذه الزاوية خارج القاهرة بدرب الزراق من الحكر، عرفت بالشيخ المعتقد عليّ المغربل، ومات في يوم الجمعة خامس جمادى الأولى سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة، ولما كانت الحوادث من سنة ست وثمانمائة خربت الحكورة وهدم درب الزراق وغيره.