للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومات أحمد بن زياد بن المغيرة في المحرّم سنة ست وثلاثين ومائتين فقال الشاعر فيه:

أحمد مات ماجدا مفقودا ... ولقد كان أحمد محمودا

ورث المجد عن أب ثم عمّ ... مثله ليس بعده موجودا

ذكر سكر «١»

هي من الأطفيحية تجاهها، واد به إلى وقتنا هذا، شكل جمل من الحجر كأكبر ما يرى من الجمال، وأحسنها هيئة، وهو قائم على أربعة، وقد استقبل بوجهه المشرق، وعلى فخذه الأيمن كتابة بقلمهم وهي أحرف مقطعة في ثلاثة أسطر، ثم على نحو مائة وخمسين خطوة منه جمل آخر مثله سواء، ووجهه إلى وجه الجمل الأوّل، وليس عليه كتابة، وفيما بين الجملين المذكورين، هيئة أعدال قد ملئت قماشا عدّتها أربعون زكيبة موضوعة بالأرض، عشرين تجاه عشرين، وجميعها من حجارة، ولا يشك من رآها أنها أحمال قماش، وبعد مائة وخمسين خطوة منها، جمل ثالث على هيئة الجملين المذكورين، وهو أيضا قائم وظهره إلى ظهر الجمل الثاني، ووجهه إلى الجبل وهناك آخر الوادي، وليس على هذا الجمل أيضا كتابة أخبرني بذلك من لا اتهم روايته.

ذكر منية الخصيب «٢»

هذه المدينة تنسب إلى الخصيب بن عبد الحميد صاحب خراج مصر، من قبل أمير المؤمنين هارون الرشيد.

[ذكر منية الناسك]

هي بلدة من جملة الأطفيحية عرفت بالناسك أخي الوزير بهرام الأرمنيّ في أيام الخليفة، الحافظ لدين الله أبي الميمون عبد المجيد بن محمد، ولي من قبل أخيه مدينة قوص سنة تسع وعشرين وخمسمائة، وولاية قوص يومئذ، أجل ولايات مصر، فجار على المسلمين، واشتدّ عسفه، وأذاه لهم فعند ما وصل الخبر بقيام رضوان بن ولخشي على بهرام وهزيمته منه، وتقلده الوزارة بعده، ثار أهل قوص بالناسك في جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة، وقتلوه وربطوا كلبا ميتا في رجله وسحبوه، حتى ألقوه على مزبلة، وكان نصرانيا.

<<  <  ج: ص:  >  >>