«ما لهم» ؟ فأخبر خبرهم، فقال:«لا تبيعوهم إلّا جميعا» . ومدين من منازل جذام بن عديّ بن الحارث بن مرّة بن أدد بن زيد بن عمرو بن عزيب بن زيد بن كهلان.
وشعيب «١» النبيّ المبعوث إلى أهل مدينة أحد بني وائل «٢» بن جذام.
وقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لوفد جذام:«مرحبا بقوم شعيب وأصهار موسى ولا تقوم الساعة حتى يتزوّج فيكم المسيح ويولد له» .
وقال محمد بن سهل الأحول: مدين من أعراض المدينة مثل فدك والفرع ورهاط.
قال مؤلفه رحمه الله تعالى: وكان بأرض مدين، عدّة مدائن كثيرة قد باد أهلها، وخربت، وبقي منها إلى يومنا هذا، وهو سنة خمس وعشرين وثمانمائة نحو الأربعين مدينة قائمة منها ما يعرف اسمه، ومنها ما قد جهل اسمه، فمما يعرف اسمه فيما بين أرض الحجاز، وبلاد فلسطين، وديار مصر، ست عشرة مدينة منها: في ناحية فلسطين، عشر مدائن، وهي الخلصة، والسنيطة، والمدرة، والمنية، والأعوج، والخويرق، والبئرين، والماءين، والسبع، والمعلق، وأعظم هذه المدائن العشر: الخلصة والسنيطة، وكثيرا ما تنقل حجارتها إلى غزة ويبنى بها هناك، ومن مدائن مدين بناحية بحر القلزم والطور مدينة فاران، ومدينة الرقة، ومدينة القلزم، ومدينة أيلة، ومدينة مدين، وبمدينة مدين إلى الآن آثار عجيبة وعمد عظيمة.
ووجد في مدينة الأعوج، أعوام بضع وستين وسبعمائة جب بقلعتها بعيد المهوى يبلغ عمقه نحو مائة ذراع، وبقاعه عدة أسفار على رفوف حمل منها سفر طوله، ذراعان وأزيد، قد غلف بلوحين من خشب، وكتابته بالقلم المسند، طول الألف واللام، نحو شبر، فوجد ببلاد الكرك من قرأه، فإذا هو سفر من عشرة أسفار قد ابتدأه، بحمد الله، ثم قال: خروج موسى من أرض مصر إلى بلاد مدين، وملوك بني مدين فيما بعد شعيب، فذكر لموسى عليه السلام، عدّة أسماء منها، اسمه بالعربية: موسى بن عمران، وبالعبرانية: موشي، وبالفارسية: داران، وبالقبطية: هروسيس، وذكر أنه تزوّج ابنة شعيب، وأنه أقام بمدينة ثماني حجج، ثم قال لابن شعيب: قد أتممت لك شرطك، وسأزيدك سنتين فضلا مني.
بقية خبر مدينة مدين «٣»
قال: وخرج موسى متوجها إلى مصر، والملك يومئذ على مدين أبجد. قال: وقوي