للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خمسة أبواب، وأنها وقف، ثم وقعت الحوطة عليها فجرت في الديوان السلطانيّ، وقصدوا بيعها مرارا فلم يقدر أحد على شرائها، وكان بها عمد رخام، فأخذها الديوان وعوّضت بعمد كدان، وأنه شاهدها مسكونة جميعها، عامرة. انتهى. وقد خرب ما حولها بعد سنة ستين وسبعمائة، وتزايد الخراب حتى لم يبق حولها سوى كيمان، فعمل لها باب واحد، وتردّد الناس إليها في اليومين المذكورين لا غير، فلما كانت الحوادث منذ سنة ست وثمانمائة واستولى الخراب على أقليم مصر تعطلت هذه القيسارية ثم هدمت في سنة ست عشرة وثمانمائة.

قيسارية عبد الباسط: هذه القيسارية برأس الخرّاطين من القاهرة، كان موضعها يعرف قديما بعقبة الصباغين، ثم عرف بالقشاشين، ثم عرف بالخرّاطين، وكان هناك مارستان ووكالة في الدولة الفاطمية، وأدركنا بها حوانيت تعرف بوقف تمرتاش المعظميّ، فأخذها الأمير جمال الدين الأستادار فيما أخذ من الأوقاف، فلما قتل أخذ الناصر فرج جانبا منها وجدّد عمارتها ووقفها على تربة أبيه الظاهر برقوق، ثم أخذها زين الدين عبد الباسط بن خليل في أيام المؤيد شيخ، وعمل في بعضها هذه القيسارية وعلوها، ووقفها على مدرسته وجامعه، ثم أخذ السلطان الملك الأشرف برسباي بقية الحوانيت من وقف جمال الدين وجدّد عمارتها في سنة سبع وعشرين وثمانمائة.

[ذكر الخانات والفنادق]

خان مسرور: خان مسرور مكانان، أحدهما كبير والآخر صغير، فالكبير على يسرة من سلك من سوق باب الزهومة إلى الحريريين، كان موضعه خزانة الدرق التي تقدّم ذكرها في خزائن القصر، والصغير على يمنة من سلك من سوق باب الزهومة إلى الجامع الأزهر، كان ساحة يباع فيها الرقيق، بعد ما كان موضع المدرسة الكاملية هو سوق الرقيق.

قال ابن الطوير: خزانة الدرق كانت في المكان الذي هو خان مسرور، وهي برسم استعمالات الأساطيل من الكبورة الخرجية والخود الجلودية وغير ذلك.

وقال ابن عبد الظاهر فندق مسرور؛ مسرور هذا من خدّام القصر، خدم الدولة المصرية واختص بالسلطان صلاح الدين رحمه الله، وقدّمه على حلقته، ولم يزل مقدّما في كل وقت، وله برّ وإحسان ومعروف، ويقصد في كل حسنة وأجر وبرّ، وبطل الخدمة في الأيام الكاملية، وانقطع إلى الله تعالى ولزم داره، ثم بنى الفندق الصغير إلى جانبه، وكان قبل بنائه ساحة يباع فيها الرقيق، اشترى ثلثها من والدي رحمه الله، والثلثين من ورثة ابن عنتر، وكان قد ملك الفندق الكبير لغلامه ريحان وحبسه عليه، ثم من بعده على الأسرى والفقراء بالحرمين، وهو مائة بيت إلّا بيتا، وبه مسجد تقام فيه الجماعة والجمع، ولمسرور

<<  <  ج: ص:  >  >>