من جملة كورة تنيس: بورا، ومنها، وإيوان، وشطا، وبحيرتها الآن يصاد منها السمك، وهي قليلة العمق يسار فيها بالعاديّ وتلتقي السفينتان هذه صاعدة، وهذه نازلة بريح واحدة، وقلع كل واحدة منها مملوء بالريح سيرهما في السرعة مستو توسط البحيرة عدّة جزائر تعرف اليوم بالعزب، جمع عزبة، بضم العين المهملة وزاء ثم باء موحدة، سكنها طائفة من الصيادين، وفي بعضها ملاحات يؤخذ منها ملح عذب لذيذ ملوحته، وماؤها ملح، وقد يحلو أيام النيل.
تونة: وكان من جملة عمل مدينة تنيس قرية يقال لها: تونة يعمل بها طراز تنيس، ويصنع بها من جملة الطراز كسوة الكعبة أحيانا.
قال الفاكهي: ورأيت أيضا كسوة لهارون الرشيد من قباطي مصر مكتوبا عليها:
بسم الله، بركة من الله للخليفة الرشيد عبد الله هارون أمير المؤمنين أكرمه الله مما أمر به الفضل بن الربيع أن يعمل في طراز تونة سنة تسعين ومائة.
سمناي: قرية من قرى تنيس غلبت عليها بحيرة تنيس، فصارت جزيرة، فلما كان في شهر ربيع الأوّل سنة سبع وثلاثين وثمانمائة، كشف عن حجارة وآجرّ بها، فإذا عضادات زجاج كثيرة مكتوب على بعضها اسم الإمام المعز لدين الله، وعلى بعضها اسم الإمام العزيز بالله نزار، ومنها ما عليه اسم الإمام الحاكم بأمر الله، ومنها ما عليه اسم الإمام الظاهر لإعزاز دين الله، ومنها ما عليه اسم المستنصر، وهو أكثرها؛ أخبرني بذلك من شاهده ورآه.
بورا: كانت فيما بين تنيس ودمياط، وإليها ينسب السمك الذي يقال له: البوريّ، وإليها ينسب أيضا بنو البوريّ، الذين كانوا بالقاهرة والإسكندرية.
وفي سنة عشر وستمائة، وصل العدوّ إليها بشوانية، وسباها فقدمت إليها القطائع التي كانت على رشيد، فسار عنها العدوّ.
القيس: بفتح القاف وبعدها سين مهملة، بلد ينسب إليها الثياب القيسية آثارها إلى اليوم باقية على البحر الملح فيما بين السوادة والواردة، وبعدها من مدينة الفرما قريب من ستة برد في البرّ، وهناك تل عظيم من رمل خارج في البحر الشاميّ يقطع الفرنج عنده الطريق على المارة، وبالقرب من التل سباخ ينبت فيه ملح يحمله العربان إلى غزة والرملة، وبقرب هذا السباخ آبار يزرع عندها مقاثي لعربان تلك البوادي.
[ذكر مدينة صا]
قال ابن وصيف شاه: ولما قسم قبطيم بن مصرايم الأرض بين أشمون وأتريب وقفط وصا، انتقل كل واحد إلى قسمه وحيزه، فخرج صا بأهله وولده وحشمه إلى حيزه، وهو بلد البحيرة والإسكندرية حتى انتهى إلى برقة، ونزل مدينة صا قبل أن تبنى الإسكندرية، وكان