يومئذ أكبر الأقارب سنا، وذكر أن الآمر، قال قبل أن يقتل بأسبوع عن نفسة المسكين المقتول بالسكين، وإنه أشار إلى أن بعض جهاته حامل منه، وأنه رأى أنها ستلذ ذكرا، وهو الخليفة من بعده، وأن كفالته للأمير عبد المجيد، فجلس على أنه كافل للمذكور، وندب هزار الملوك للوزارة، وخلع عليه، فلم ترض الأجناد به، وثاروا بين القصرين، وكبيرهم رضوان بن ولخشي، وقاموا بأبي عليّ بن الأفضل الملقب: بكتيفات، وقالوا: لا نرضى إلّا أن يصرف هزار الملوك وتفوّض الوزارة لأحمد بن الأفضل في سادس عشرة، فكان أوّل ما بدأ به أن أحاط على الخليفة الحافظ، وسجنه بالقاعة المذكورة، وقيده، وهمّ بخلعه، فلم يتأت له ذلك، وكان إماميا، فأبطل ذكر الحافظ من الخطبة، وصار يدعو للقائم المنتظر، ونقش على السكة: الله الصمد الإمام محمد، فلما قتل في يوم الثلاثاء سادس عشر المحرّم سنة ست وعشرين وخمسمائة بالميدان خارج باب الفتوح، سارع صبيان الخاص الذين تولوا قتله إلى الحافظ، وأخرجوه من الخزانة المذكورة وفكوا عنه قيده، وكان كبيرهم: يانس «١» ، وأجلسوه في الشباك على منصب الخلافة، وطيف برأس أحمد بن الأفضل، وخلع على:
يانس خلع الوزارة، وما زالت الخلافة في يد الحافظ، حتى مات ليلة الخميس لخمس خلون من جمادى الآخرة سنة أربع وأربعين، وخمسمائة عن: سبع وستين سنة منها: خليفة من حين قتل ابن الأفضل: ثمان عشرة سنة، وأربعة أشهر وأيام.
[خزائن السلاح]
كانت بالإيوان الكبير الذي تقدّم ذكره في صدر الشباك الذي يجلس فيه الخليفة تحت القبة التي هدمت في سنة سبع وثمانين وسبعمائة كما تقدّم، وخزائن السلاح المذكورة هي الآن باقية بجوار دار الضرب خلف المشهد الحسينيّ، وعقد الإيوان باق، وقد تشعث.
المارستان العتيق «٢»
قال القاضي الفاضل في متجدّدات سنة سبع وسبعين وخمسمائة في تاسع ذي القعدة:
أمر السلطان يعني صلاح الدين يوسف بن أيوب بفتح: مارستان للمرضى والضعفاء، فاختير له مكان بالقصر، وأفرد برسمه من أجرة الرباع الديوانية مشاهرة، مبلغها مائتا دينار، وغلات جهاتها الفيوم، واستخدم له أطباء، وطبائعيين، وجرايحيين، ومشارف، وعاملا، وخداما،