هذا المسجد كان في البستان الكافوريّ من القاهرة بناه الوزير المأمون أبو عبد الله محمد بن فاتك البطائحيّ، في سنة ست عشرة وخمسمائة، وتولى عمارته وكيله أبو البركات محمد بن عثمان، وكتب اسمه عليه، وهو باق إلى اليوم بخط الكافوريّ، ويعرف هناك بمسجد الخلفاء، وفيه نخل وشجر وهو مرخم برخام حسن.
[مسجد رشيد]
هذا المسجد خارج باب زويلة بخط تحت الربع على يسرة من سلك من دار التفاح يريد قنطرة الخرق، بناه رشيد الدين البهائيّ.
[المسجد المعروف بزرع النوى]
هذا المسجد خارج باب زويلة بخط سوق الطيور، على يسرة من سلك من رأس المنجبية طالبا جامع قوصون والصليبة، وتزعم العامّة أنه بني على قبر رجل يعرف بزرع النوى، وهو من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وهذا أيضا من افتراء العامّة الكذب، فإن الذين أفردوا أسماء الصحابة رضي الله عنهم كالإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاريّ في تاريخه الكبير، وابن أبي خيثمة، والحافظ أبي عبد الله بن منذر، والحافظ أبي نعيم الأصفهانيّ، والحافظ أبي عمر بن عبد البرّ، والفقيه الحافظ أبي محمد عليّ بن أحمد بن سعيد بن حزم، لم يذكر أحد منهم صحابيا يعرف بزرع النوى. وقد ذكر في أخبار القرافة من هذا الكتاب من قبر بمصر من الصحابة، وذكر في أخبار مدينة فسطاط مصر أيضا من دخل مصر من الصحابة، وليس هذا منهم، وهذا إن كان هناك قبر فهو لأمين الأمناء أبي عبد الله الحسين بن طاهر الوزان، وكان من أمره أن الخليفة الحاكم بأمر الله أبا عليّ منصور بن العزيز بالله خلع عليه للوساطة بينه وبين الناس، والتوقيع عن الحضرة في شهر ربيع الأوّل سنة ثلاث وأربعمائة، وكان قبل ذلك يتولى بيت المال فاستخدم فيه أخاه أبا الفتح مسعودا، وكان قد ظفر بمال يكون عشرات وصياغات وأمتعة وطرائف وفرش وغير ذلك في عدّة آدر بمصر، وجميعه مما خلفه قائد القوّاد الحسين بن جوهر القائد، فباع المتاع وأضاف ثمنه إلى العين، فحصل منه مال كثير، وطالع الحاكم بأمر الله به أجمع لورثة قائد القوّاد، ولم يتعرّض منه لشيء، وكثرت صلات الحاكم وعطاؤه وتوقيعاته، فانطلق في ذلك فاتصل به عن أمين الأمناء بعض التوقف، فخرجت إليه رقعة بخطه في الثامن والعشرين من شهر رجب سنة ثلاث وأربعمائة نسختها، بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله كما هو أهله: