فالله يرحمها ويعظم أجره ... ويكون في عاشور موت اليوسفيّ
فكان كما قال؛ وغرق الجاي اليوسفيّ كما تقدّم ذكره في يوم عاشوراء.
[المدرسة الأيتمشية]
هذه المدرسة خارج القاهرة داخل باب الوزير تحت قلعة الجبل برأس التبانة، أنشأها الأمير الكبير سيف الدين ايتمش البجاسيّ، ثم الظاهريّ في سنة خمس وثمانين وسبعمائة، وجعل بها درس فقه للحنفية، وبنى بجانبها فندقا كبيرا يعلوه ربع، ومن ورائها خارج باب الوزير حوض ماء للسبيل وربعا، وهي مدرسة ظريفة.
ايتمش بن عبد الله الأمير الكبير سيف الدين البجاسيّ ثم الظاهريّ، كان أحد المماليك اليلبغاوية.
[المدرسة المجدية الخليلية]
هذه المدرسة بمصر، يعرف موضعها بدرب البلاد، عمرها الشيخ الإمام مجد الدين أبو محمد عبد العزيز بن الشيخ الإمام أمين الدين أبي عليّ الحسين بن الحسن بن إبراهيم الخليليّ الداريّ، فتمت في شهر ذي الحجة سنة ثلاث وستين وستمائة، وقرّر فيها مدرّسا شافعيا ومعيدين وعشرين نفرا طلبة، وإماما راتبا، ومؤذنا، وقيما لكنسها وفرشها ووقود مصابيحها. وإدارة ساقيتها، وأجرى الماء إلى فسقيتها، ووقف عليها غيطا بناحية بارنبار من أعمال المزاحميتين، وبستانا بمحلة الأمير من المزاحميتين بالغربية، وغيطا بناحية نطوبس، وربع غيط بظاهر ثغر رشيد، وبستانا ونصف بستان بناحية بلقس، ورباعا بمدينة مصر.
ومجد الدين هذا هو والد الصاحب الوزير فخر الدين عمر بن الخليليّ، ودرّس بهذه المدرسة الصاحب فخر الدين إلى حين وفاته، وتوفي مجد الدين بدمشق في ثالث عشر ربيع الآخر سنة ثمانين وستمائة، وكان مشهورا بالصلاح.
[المدرسة الناصرية بالقرافة]
هذه المدرسة بجوار قبة الإمام محمد بن إدريس الشافعيّ رضي الله عنه من قرافة مصر، أنشأها السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب، ورتب بها مدرّسا يدرّس الفقه على مذهب الشافعيّ، وجعل له في كل شهر من المعلوم عن التدريس أربعين دينارا، معاملة صرف كل دينار ثلاثة عشر درهما وثلث درهم، وعن معلوم النظر في أوقاف المدرسة عشرة دنانير، ورتب له من الخبز في كل يوم ستين رطلا بالمصريّ، وراويتين من ماء النيل، وجعل فيها معيدين وعدّة من الطلبة، ووقف عليها حمّاما بجوارها، وفرنا تجاهها، وحوانيت بظاهرها، والجزيرة التي يقال لها جزيرة الفيل ببحر النيل خارج القاهرة،