بسم الله الرّحمن الرّحيم قال ابن سيده: والحارة كلّ محلّة دنت منازلها، قال: والمحلّة منزل القوم. وبالقاهرة وظواهرها عدّة حارات وهى:
حارة بهاء الدين: هذه الحارة كانت قديما خارج باب الفتوح الذي وضعه القائد جوهر «١» عند ما اختطّ أساس القاهرة من الطوب النيء، وقد بقي من هذا الباب عقدة برأس حارة بهاء الدين «٢» ، وصارت هذه الحارة اليوم من داخل باب الفتوح الذي وضعه أمير الجيوش بدر «٣» الجمالي، وهو الموجود الآن. وحدّ هذه الحارة عرضا من خطّ باب الفتوح «٤» الآن إلى خطّ حارة الورّاقة بسوق المرحلين، وحدّها طولا فيما وراء ذلك إلى خطّ باب القنطرة. وكانت هذه الحارة تعرف بحارة الريحانية والوزيرية «٥» وهما طائفتان من طوائف عسكر الخلفاء الفاطميين، فإنّ بها كانت مساكنهم، وكان فيها لهاتين الطائفتين دور عظيمة وحوانيت عديدة؛ وقيل لها أيضا بين الحارتين، واتصلت العمارة إلى السور ولم تزل الريحانية والوزيرية بهذه الحارة إلى أن كانت واقعة السلطان صلاح الدين يوسف بن أيّوب بالعبيد.