تعرف ... «١» وأول من ولي التدريس بها ابن زين التجار، فعرفت به، ثم درس بها بعدد ابن قطيطة بن الوزان، ثم من بعده كمال الدين أحمد بن شيخ الشيوخ، وبعده الشريف القاضي شمس الدين أبو عبد الله محمد بن الحسين بن محمد الحنفيّ قاضي العسكر الأرموي، فعرفت به. وقيل لها المدرسة الشريفة من عهده إلى اليوم، ولولا ما يتناوله الفقهاء من المعلوم بها لخربت، فإن الكيمان ملاصقة لها بعد ما كان حولها أعمر موضع في الدنيا، وقد ذكر حبس المعونة عند ذكر السجون من هذا الكتاب.
[المدرسة القمحية]
هذه المدرسة بجوار الجامع العتيق بمصر، كان موضعها يعرف بدار الغزل، وهو قيسارية يباع فيها الغزل، فعدمها السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، وأنشأ موضعها مدرسة للفقهاء المالكية، وكان الشروع فيها للنصف من المحرّم سنة ست وستين وخمسمائة، ووقف عليها قيسارية الورّاقين، وعلوها بمصر، وضيعة بالفيوم تعرف بالحنبوشية، ورتب فيها أربعة من المدرّسين عند كل مدرّس عدّة من الطلبة، وهذه المدرسة أجل مدرسة للفقهاء المالكية، ويتحصل لهم من ضيعتهم التي بالفيوم قمح يفرّق فيهم، فلذلك صارت لا تعرف إلّا بالمدرسة القمحية إلى اليوم، وقد أحاط بها الخراب، ولولا ما يتحصل منها للفقهاء لدثرت. وفي شعبان سنة خمس وعشرين وثمانمائة أخرج السلطان الملك الأشرف برسباي الدقماقيّ ناحيتي الاعلام والحنبوشية، وكانتا من وقف السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب على هذه المدرسة، وأنعم بهما على مملوكين من مماليكه ليكونا إقطاعا لهما.
[مدرسة يازكوج]
هذه المدرسة بسوق الغزل في مدينة مصر، وهي مدرسة معلقة بناها ... «٢» .
مدرسة ابن الأرسوفيّ
هذه المدرسة كانت بالبزازين التي تجاور خط النخالين بمصر، عرفت بابن الأرسوفيّ التاجر العسقلانيّ، وكان بناؤها في سنة سبعين وخمسمائة، وهو عفيف الدين عبد الله بن محمد الأرسوفيّ، مات بمصر في يوم الاثنين حادي عشري ربيع الأوّل سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة.