وقال ابن عبد الظاهر: دار الذهب بناها: الأفضل بن أمير الجيوش، وكانت عادة الأفضل أن يستريح بها إذا كان الخليفة باللؤلؤة يكون هو بدار الذهب وكذلك كان المأمون من بعده، وكان حرس دار الذهب يسلم للوزيرية من باب سعادة يسلم لهم، ومن باب الخوخة للمصامدة أرباب الشعور، وصبيان الخاص، وكان المقرّر لهم في كل يوم سماطين، أحدهما بقاعة الفلك للمماليك الخاص، والحاشية، وأرباب الرسوم، والآخر على باب الدار برسم المصامدة حتى أنه من اجتاز ورأى أنه يجلس معهم على السماط لا يمنع، والضعفاء، والصعاليك يقعدون بعدهم، وفي أوّل الليل بمثل ذلك، ولكل منهم رسم لجميع من يبيت من أرباب الضوء إلى الأعلى.
منظرة السكرة: وكان من جملة مناظر الخلفاء، منظرة تعرف بمنظرة السكرة في برّ الخليج الغربيّ يجلس فيها الخليفة يوم فتح الخليج، وكان لها بستان عظيم بناها العزيز بالله بن المعز، وقد دثرت هذه المنظرة، ويشبه أن يكون موضعها في المكان الذي يقال له اليوم:
المريس قريبا من قنطرة السدّ، وكانت السكرة من جنات الدنيا المزخرفة، وفيها عدّة أماكن معدّة لنزول الوزير، وغيره من الأستاذين.
ذكر ما كان يعمل يوم فتح الخليج «١»
قال ابن زولاق في كتاب سيرة المعز لدين الله: وفي ذي القعدة، يعني من سنة اثنتين وستين وثلثمائة، وهي السنة التي قدم فيها الخليفة المعز لدين الله إلى القاهرة من بلاد المغرب، ركب المعز لدين الله عليه السلام، لكسر خليج القنطرة، فكسر بين يديه، ثم سار على شاطىء النيل، حتى بلغ إلى بني وائل، ومرّ على سطح الجرف في موكب عظيم وخلفه وجوه أهل الدولة، ومعه أبو جعفر أحمد بن نصر يسير معه، ويعرّفه بالمواضع التي يجتاز عليها، ونجعت له الرعية بالدعاء، ثم عطف على بركة الحبش، ثم على الصحراء على الخندق الذي حفره القائد جوهر، ومرّ على قبر كافور وعلى قبر عبد الله بن أحمد بن طباطبا الحسنيّ وعرّفه، ثم عاد إلى قصره.
وذكر الأمير المسبحيّ في تاريخه الكبير: ركوب العزيز بالله بن المعز، وركوب الحاكم بأمر الله بن العزيز، وركوب الظاهر لإعزاز دين الله بن الحاكم في كل سنة لفتح الخليج.