إلى المشهد تجاه الفندق الذي كان دار الفطرة، ولم يبق لهذا الباب أثر البتة.
باب تربة الزعفران «١» : مكانه الآن بجوار خان الخليلي من بحريه، مقابل فندق المهمندار الذي يدق فيه ورق الذهب، وقد بني بأعلاه طبقة، ورواق ولا يكاد يعرفه كثير من الناس، وعليه كتابة بالقلم الكوفيّ، وهذا الباب كان يتوصل منه إلى تربة القصر المذكورة فيما تقدّم.
باب الزهومة «٢» : كان في آخر ركن القصر، مقابل خزانة الدرق التي هي اليوم: خان مسرور، وقيل له: باب الزهومة لأن اللحوم وحوائج الطعام التي كانت تدخل إلى مطبخ القصر الذي للحوم إنما يدخل بها من هذا الباب. فقيل له: باب الزهومة يعني باب الزفر، وكان تجاهه أيضا درب السلسلة الآتي ذكره إن شاء الله تعالى. وموضعه الآن: باب قاعة الحنابلة من المدارس الصالحية، تجاه فندق مسرور الصغير، ومن بعد باب الزهومة المذكور باب الذهب الذي تقدّم ذكره، فهذه أبواب القصر الكبير التسعة.
ذكر المنحر «٣»
وكان بجوار هذا القصر الكبير: المنحر، وهو الموضع الذي اتخذه الخلفاء لنحر الأضاحي في عيد النحر، وعيد الغدير وكان تجاه رحبة باب العيد، وموضعه الآن يعرف:
بالدرب الأصفر تجاه خانقاه بيبرس، وصار موضعه ما في داخل هذا الدرب من الدور والطاحون وغيرها، وظاهره تجاه رأس حارة برجوان يفصل بينه وبين حارة برجوان الحوانيت التي تقابل باب الحارة، ومن جملة المنحر الساحة العظيمة التي عملت لها خوند بركة أمّ السلطان الملك الأشرف شعبان بن حسين، البوّابة العظيمة بخط الركن المخلق بجوار قيسارية الجلود التي عمل فيها حوانيت الأساكفة، وكان الخليفة إذا صلى صلاة عيد النحر، وخطب ينحر بالمصلى، ثم يأتي المنحر المذكور، وخلفه المؤذنون يجهرون بالتكبير، ويرفعون أصواتهم كلما نحر الخليفة شيئا، وتكون الحربة في يد قاضي القضاة، وهو بجانب الخليفة ليناوله إياها إذا نحر، وأوّل من سنّ منهم إعطاء الضحايا، وتفرقتها في أولياء الدولة على قدر رتبهم: العزيز بالله نزار.