في سنة ست وسبعين وسبعمائة، ودفن بمدرسته هذه وقبره بها تحت قبة في غاية الحسن، وولي نظر الذخيرة بعده أبو غالب، ثم استجدّ في هذه المدرسة منبر وأقيمت بها الجمعة في تاسع جمادى الأولى سنة أربع وعشرين وثمانمائة بإشارة علم الدين داود الكوبر كاتب السرّ.
[المدرسة القطبية]
هذه المدرسة بأوّل حارة زويلة مما يلي الخرنشف في رحبة كوكاي، عرفت بالست الجليلة عصمة الدين خاتون مؤنسة القطبية، المعروفة بدار إقبال العلائي، ابنة السلطان الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن أيوب بن شادي، وكان وقفها في سنة خمس وستمائة، وبها درس للفقهاء الشافعية، وتصدير قراءات وفقهاء يقرءون.
مدرسة ابن المغربيّ
هذه المدرسة آخر درب الصقالبة فيما بين سويقة المسعوديّ وحارة زويلة، بناها صلاح الدين يوسف بن ... «١» ابن المغربي رئيس الأطباء، تجاه داره، ومات قبل إكمالها فدفن بعد موته في قبة تجاه جامعه المطلّ على الخليج الناصريّ بقرب بركة قرموط، وصارت هذه المدرسة قائمة بغير إكمال إلى أن هدمها بعض ذريته في سنة أربع عشرة وثمانمائة، وباع أنقاضها فصار موضعها طاحونة.
[المدرسة البيدرية]
هذه المدرسة برحبة الأيدمريّ بالقرب من باب قصر الشوك، فيما بينه وبين المشهد الحسينيّ، بناها الأمير بيدر الأيدمريّ.
[المدرسة البديرية]
هذه المدرسة بجوار باب سرّ المدرسة الصالحية النجمية، كان موضعها من جملة تربة القصر التي تقدّم ذكرها، فنبش شخص من الناس يعرف بناصر الدين محمد بن محمد بن بدير العباسيّ ما هنالك من قبور الخلفاء، وأنشأ هذه المدرسة في سنة ثمان وخمسين وسبعمائة، وعمل فيها درس فقه للفقهاء الشافعية، درس فيه شيخنا شيخ الإسلام سراج الدين عمر بن نصير بن رسلان البلقينيّ، وهي مدرسة صغيرة لا يكاد يصعد إليها أحد، والعباسيّ هذا من قرية بطرف الرمل يقال لها العباسية، وله في مدينة بلبيس مدرسة وقد تلاشت بعد ما كانت عامرة مليحة.