للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيحمل في كل يوم منه شيء في الصيف والشتاء، لا ينقطع البتة برسم الثياب والصناديق، فإذا كان أوان التفرقة الصيفية أو الشتوية شدّ لمن تقدّم ذكره من أولاد الخليفة، وجهاته وأقاربه، وأرباب الرواتب والرسوم من كل صنف شدّة على ترتيب الفروض من شقق الديباج الملوّن، والسقلاطون إلى السوسيّ، والإسكندرانيّ على مقدار الفصول من الزمان، ما يقرب من مائتي شدّة، فالخواص في العراضي الديبقي، ودونهم في أوطية حرير، ودونهم في فوط إسكندرية، ويدخل في ذلك: كتاب ديواني الإنشاء، والمكاتبات دون غيرهم من الكتاب على مقدارهم، وذلك يخرج من الجواري في الشهر المطلقات.

وقال القاضي الفاضل في متجدّدات سنة سبع وستين وخمسمائة بعد وفاة العاضد:

وكشف حاصل الخزائن الخاصة بالقصر، فقيل: إن الموجود فيها: مائة صندوق كسوة فاخرة من موشى، ومرصع، وعقود ثمينة، وذخائر فخمة، وجواهر نفيسة، وغير ذلك من ذخائر عظيمة الخطر، وكان الكاشف بهاء الدين قراقوش.

[خزائن الجوهر والطيب والطرائف]

قال ابن المأمون: وكان بها الأعلام والجوهر التي يركب بها الخليفة في الأعياد ويستدعى منها عند الحاجة، ويعاد إليها عند الغنى عنها، وكذلك السيف الخاص، والثلاثة رماح المعزية، وقال في كتاب الذخائر والتحف: وذكر بعض شيوخ دار الجوهر بمصر: أنه استدعى يوما هو وغيره من الجوهريين من أهل الخبرة بقيمة الجوهر إلى بعض خزائن القصر يعني في أيام الشدّة زمن المستنصر، فأخرج صندوق كيل منه: سبعة أمداد زمرّد قيمتها، على الأقل: ثلثمائة ألف دينار، وكان هناك جالسا فخر العرب بن حمدان، وابن سنان، وابن أبي كدينة، وبعض المخالفين فقال بعض من حضر من الوزراء المعطلين للجوهريين: كم قيمة هذا الزمرّد؟ فقالوا: إنما نعرف قيمة الشيء إذا كان مثله موجودا، ومثل هذا لا قيمة له، ولا مثل! فاغتاظ، وقال ابن أبي كدينة: فخر العرب كثير المؤنة، وعليه خرج، فالتفت إلى كتاب الجيش، وبيت المال، فقال: يحسب عليه فيه خمسمائة دينار، فكتب ذلك، وقبضه وأخرج عقد جوهر قيمته على الأقل: من ثمانين ألف دينار فصاعدا، فتحرّيا فيه، فقال: يكتب بألفي دينار، وتشاغلوا بنظر ما سواه، وانقطع سلكه فتناثر حبّه، فأخذوا واحد منهم واحدة، فجعلها في جيبه، وأخذ ابن أبي كدينة أخرى، وأخذ فخر العرب بعض الحب، وباقي المخالفين التقطوا ما بقي منه، وغاض كأن لم يكن، وأخذ ما كان أنفذه: الصليحي من نفيس الدرّ الرفيع الرائع وكيله على ما ذكر سبع ويبات، وأخذوا ألفا ومائتي خاتم ذهبا وفضة فصوصها من سائر أنواع الجوهر المختلف الألوان والقيم والأثمان، والأنواع مما كان لأجداده وله، وصار إليه من وجوه دولته منها ثلاثة خواتم ذهب مربعة عليها ثلاثة فصوص أحدها زمرّذ، والاثنان ياقوت سماقيّ، ورمّانيّ بيعت باثني عشر ألف دينار بعد ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>